روبورتاج. تافوغالت..جبال بني يزناسن … الوجهة المفضلة لعشاق السياحة الجبلية

زنقة 20/ خاص

تتوفر منطقة تافوغالت على مؤهلات سياحية جذابة كفيلة بأن تجعل هذه  المنطقة القروية التابعة لإقليم بركان(شرق المغرب)، قطبا سياحيا يضاهي مدينة السعيدية في جاذبيتها وقدرتها على استقطاب السياح المغاربة والأجانب، لكن المنطقة في حاجة إلى استثمارات سياحية كبرى تؤهلها لأن تكون قاطرة السياحة بالمنطقة الشرقية.

“تافوغالت، التي يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر بحوالي 850 كيلومتراً، تعتبر متنفس الجهة الشرقية. إنها تزخر بموروث ثقافي وطبيعة خلابة وموقع استراتيجي قريب من البحر الأبيض المتوسط، وهذه كلها عوامل أهلتها لتكون منطقة سياحية بامتياز.

تتوفر المنطقة، الواقعة  وسط سلسلة جبال بني يزناسن. على بعد 18 كلم من مدينة بركان، و بحوالي 55 كلم شمال غرب وجدة، على معالم سياحية أصيلة:  

مغارة الحمام

يقال إن الاسم الأمازيغي القديم للمغارة هو “إيفري أونجار، الذي يعني كهف النجار. وقد سميت بمغارة الحمام لأنها تجذب إليهاأسرابا مهمة من الحمام التي تستقر بحفرها. يصل عمق المغارة إلى28 مترًا. الزائر لتافوغالت لا يمكن أن يتجنب زيارة المغارة، التي تستقطب الزوار من مختلف مناطق المغرب، وخاصة   من أبناء المنطقة الشرقية.

مغارة الجمل

غير بعيد عن مغارة الحمام، تقع مغارة الجمل أو تاسراغوتباسمها الأمازيغي الذي تعرف به محليا، وتنسب تسميتها إلى شكلها الأقرب إلى سنام الجمل. للوصول إلى هذه المغارة التي  صنفت تراثا وطنيا من قبل المندوبية السامية للمياه والغابات، ينبغي قطع طريق جبلي بطول عشرة كيلومترات تقريبا، تحيط بجانبيه صخور جبلية.

أقدم المدن التاريخية بالجهة الشرقية

تعتبر تافوغالت من أقدم المدن التاريخية الواقعة في الجهة الشرقية، وهي مهد  حضارات عاشت وتركت فيها آثاراً بعضها قائم إلى وقتنا الراهن، حيث الكهوف السكنية وبقايا الأعمدة والزوايا من القصور والقلاع التي شٌيدت في تلك الفترة، وتزخر المنطقة بالتماثيل والمنحوتات.

تشير المصادر إلى أن الحفريات الأثرية بهذا الموقع انطلقت منذ سنة 1951 من طرف مجموعة من الباحثين الأجانب وذلك بتعاون مع المغرب. وقد أسفرت هذه الحفريات عن نتائج باهرة، حيث أثبتت تعاقب مجموعة من الحضارات على الموقع وذلك منذ العصر الحجري القديم الأوسط. وتبقى أهم حضارة يعرف بها موقع تافوغالت هي الحضارة الإيبيروموريسية والتي أثبتت نتائج التأريخ تواجدها بالموقع بين 21.900 و 10.800 قبل الفترة الحالية.

يتميز هذا الموقع بأهمية الاكتشافات الأثرية والمتمثلة في مجموعة من الهياكل العظمية والأدوات الحجرية والعظمية، وكذلك الحلي وبقايا عظام الحيوانات. وسمي الإنسان المكتشف باسمإنسان تافوغالت“. وقد اكتشف فريق من الباحثين مجموعة جديدة من الحلي تعتبر الأقدم في العالم.

أقدم الحلي: ما بين 84 ألف سنة و85 ألف سنة

اكتشف فريق من الباحثين مجموعة جديدة من الحلي تعتبر الأقدم في العالم.

وتمكن فريق من العلماء من اكتشاف حوالي 20 من الصدفيات البحرية التي استعملها الإنسان القديم كحلي، في إطار الأبحاث الأثرية التي قام بها المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، بالتعاون مع معهد الآثار بجامعة أكسفورد البريطانية، خلال الفترة الممتدة من 24 مارس  إلى 24 أبريل  2008 داخل مستويات أركيولوجية يتراوح عمرها ما بين 84 ألف سنة و85 ألف سنة.

وذلك يعني أن هذه الحلي تعتبر الأقدم مقارنة مع تلك التي تم اكتشافها عام 2003 بنفس الموقع، والتي اعتبرت آنذاك الأقدم في العالم، حيث نشرت نتائجها الأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة سنة 2007.

“تافوغالت” …. رائدة السياحة الجبلية

تستقطب تافوغالت عددا كبيرا من عشاق السياحة الجبلية، بفضل  طبيعتها الجبلية، كما تستقطب زوارا كثر من  داخل المغرب،  

ولا يكف النشاط السياحي في “تافوغالت” على مدار السّنة، إذ تتواصل الزياراتُ من قِبل العائلات التي تفضّل قضاء عطلها بينأحضان الطّبيعة، لتنعم بسكونها ونقاء هوائها.

وتشهد المنطقة رواجا سياحيا ملفتا خلال فصل الصيف، حيث يتوافد عليها الزوار بحثا عن برودة الهواء. وتمارس المنطقة جاذبية خاصة على أفراد الجالية المقيمين بالخارج، والمنتمين إلى الجهة الشرقية،حيث يقوم أغلبهم بزيارة “تافوغالت” و”زكزل” وعين “فزوان” والسْعيدية.

فضاء مميز لممارسة الأنشطة الرياضية

تستقطب منطقة تافوغالت عددا من عشاق تسلّق الجبال وممارسو هواية قيادة الدرّاجات العادية والنّارية بفضل ما يتمتع به هذا المنتزه الطبيعي من تضاريس جبليّة ملائمة، إذ تشهد المنطقة بشكل دوري مختلف الأنشطة التّرفيهية المنظّمة باستمرار .

ويستقطب ماراطون السّباق الجبليالمنظّم في المنطقة، عددا متزايدا من الزوار وهو ما يجعل من “تافوغالت” وجهة رياضية بامتياز.

طبيعة جغرافية متنوعة

تتوفر تافوغالت على منتزهات طبيعية، تتكون من تضاريس، غابات، شلالات، ووديان، إضافة لتنوعها البيولوجي من الفونة والفلورة. وتعرف المنطقة بغاباتها التي تؤثثها أشجار الصنوبر والبلوطوالعرعار.

وما تزال تافوغالت تحتفظ بثرواتها الطبيعية التي تؤهلها لأن تكون مركزا سياحيا يغري العديد من الزوار والسياح…

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد