زنقة 20 | الرباط
كشف التقرير الأخير للمجلس الأعلى للحسابات ، عن حقائق صادمة حول مشروع بناء رصيف الفحم للميناء الجديد لآسفي.
و أورد التقرير أن تكلفة بناء الرصيف بلغت 179 مليون درهم.
قد أشرفت على المشروع في بدايته مديرية الموانئ والملك البحري العمومي قبل أن يتم تكليف مديرية تم إنشاؤها خصيصا لهذا الغرض في أكتوبر 2013.
وقد تم البدء الفعلي في أعمال بناء الميناء في نونبر 2013 من قبل المجموعة المغربية التركية STFA / SGTM.
و قال التقرير أن مشروع بناء ميناء آسفي الجديد، عرف ظهور تصدعات مهمة في رصيف الفحم أثناء بنائه، كما عرفت المراحل السابقة لبداية الأشغال بالميناء عددا من النقائص.
وقد أدت هذه العوامل مجتمعة حسب التقرير، إلى تأخر كبير في أشغال رصيف الفحم فاق 26 شهرا، حيث انتهت الأشغال بتاريخ 12 مارس 2019 بدلا من تاريخ 31 دجنبر 2016 الذي كان محددا كأجل لانتهاء الأشغال.
وأدى هذا التأخر حسب التقرير، إلى اللجوء مؤقتا إلى موانئ أخرى كميناء الجرف الأصفر وكذا إلى خدمات لوجستية معتمدة بالأساس على الشاحنات لتزويد محطة الطاقة الحرارية بالفحم، إذ أن هذه المحطة تم الشروع في تشغيلها قبل انتهاء أشغال رصيف الفحم.
وقد تحمل المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بشكل أساسي التأثير الناتج عن التأخير الحاصل في تسليم رصيف الفحم حسب التقرير.
التقرير الرسمي كشف أنه تم بناء رصيف الفحم الذي عرف تصدعات في يوليوز 2017 ،باعتماد تقنية ستابلوك Stabloc ،وهي تقنية تعتمد على بناء الأرصفة باستعمال كتل مجوفة مسبقة الصنع.
وتم اختيار هذه التقنية بالنظر إلى إيجابياتها من حيث الكلفة بعد اقتراحها من طرف الشركة كعرض بديل للعرض الرئيسي المعتمد على بناء الرصيف باستعمال صناديق إسمنتية Caissons.
وكان تقرير للخبرة والمواكبة التقنية للجنة طلب العروض قد أشار خلال مرحلة دراسة العروض إلى صعوبة تطبيق هذه التقنية البديلة رغم مزاياها من حيث الكلفة والإستدامة، وذلك نظرا للإرتفاع الكبير لبنية الرصيف 23 مترا ولقلة التجارب السابقة فيما يتعلق ببناء رصيف ذي كتل مكدسة ذات ارتفاع مماثل.
وقال التقرير ، أن من الأسباب الرئيسية لتأخر تسليم رصيف الفحم ظهور تشققات على مستوى الكتل الإسمنتية المشكلة لهيكل هذا الرصيف، بينما كانت الاشغال في مراحل متقدمة بنسبة 59 % وقد نتج عن ذلك توقيف الأشغال لمدة 8 أشهر في انتظار إنجاز الخبرات الضرورية و اعتماد حل تقني مناسب لمعالجة الوضع.
وكان القرار المتخذ بعد إنجاز الخبرات هو إعادة بناء رصيف الفحم مع إدخال بعض التغييرات على تصميمه.
وتجدر الإشارة بهذا الصدد، إلى أن إحدى الخبرات الست المنجزة كشفت أن تصميم الرصيف لم يكن لوحده المسؤول عن التشققات المشار إليها، بل كان هناك، إضافة إلى ذلك، نقائص تتعلق بكيفية إنجاز الأشغال ومراقبتها.
وخلصت الخبرات الخمس الأخرى إلى أن سبب الحادث المذكور يرجع إلى نقائص في التصميم المقترح من طرف الشركة المكلفة بالأشغال لإنجاز الرصيف.