زنقة 20/ الرباط- جمال بورفيسي
لا وجود لمؤشرات تحيل إلى انفراج وشيك للأزمة الدبلوماسية بين المغرب واسبانيا، بعد مرور عشرة شهور على اندلاعها.
الأزمة قد تطول أكثر، بل ربما قد تستمر إلى مابعد الانتخابات التشريعية الإسبانية المقررة خلال سنة 2023، طالما أن الحكومة الإسبانية الحالية لم تتقدم خطوة في تفعيل حسن نيتها في إقامة علاقات مبنية على الثقة والمصداقية، مع المغرب.
ورغم أن المغرب عبر ، على أعلى مستوى، عن استعداده لفتح صفحة جديدة مع اسبانيا، إلا أن الإشارات القادمة من الجارة الشمالية تسير في الاتجاه المعاكس.
ٱخر هذه الإشارات اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة الإسبانية بيذرو سانشيز مع زعيم الجبهة الانفصالية( بوليساريو) ابراهيم غالي على هامش انعقاد قمة الاتحاد الأوربي_الاتحاد الافريقي.
هذا اللقاء مستفز على أكثر من مستوى، فإبراهيم غالي هو الذي تسبب في أسوأ أزمة دبلوماسية بين المغرب واسبانيا، بعد دخوله التراب الإسباني بطريقة مشبوهة.
ورغم أن استقبال غالي فوق التراب الإسباني عصف بالعلاقات الدبلوماسية والسياسية بين المغرب واسبانيا ، إلا أن رئيس الحكومة تجاهل ذلك وأقدم على تلك الخطوة المستفزة المتمثلة في عقده لقاء مع زعيم الجبهة الانفصالية. وكان الوحيد ضمن القادة الأوربيين الذي قام بذلك.
يومية ( لاراثون) الإسبانية عادت مؤخرا للحديث عن الأزمة الدبلوماسية المتواصلة بين الجارين : المغرب واسبانيا، وذلك على خلفية الاستقبال غير المفهوم لبيذرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية لزعيم ميليشيات (بوليساريو)، خلال انعقاد القمة الأوروبية الأفريقية بالعاصمة البلجيكية بروكسيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الحكومة الإسبانية كان الزعيم الأوروبي الوحيد الذي التقى برئيس الجبهة الانفصالية (بوليساريو) خلال هذه القمة التي انعقدت يومي17 و18 فبراير الجاري.
وتساءلت الصحيفة عن خلفية هذا اللقاء في سياق يتسم بمحاولات المسؤولين الإسبان، على رأسهم وزير الخارجية، لطي صفحة الخلاف مع المغرب، ووضع حد للأزمة الدبلوماسية بين المغرب واسبانيا التي تسببت فيها الحكومة الإسبانية حينما قبلت بدخول زعيم الجبهة الانفصالية إلى التراب الإسباني في شهر ابريل الماضي، بطريقة غير قانونية وبهوية مزورة.
ورغم أن الجهات الرسمية بالمغرب تجاهلت لقاء سانشيز- غالي، ولم تعلق عليه ، كما تجاهلت حضور غالي للقمة باعتباره يترأس كيانا وهميا زرعه النظام الجزائري في الاتحاد الافريقي، ولم يتم استدعاؤه من طرف الاتحاد الأوروبي الذي لا يعترف بهذا الكيان أصلا، إلا أنها تحدثت على لسان بعض وسائل الإعلام المغربية المقربة من دوائر القرار، عن انزعاج بعض الأطراف الرسمية داخل المغرب.
السؤال المطروح اليوم هو ألم يمنح سلوك رئيس الحكومة الإسبانية الحق للموقف المغربي في عدم تصديق التصريحات الرنانة لبعض المسؤولين الإسبان؟ المغرب ينتظر أفعالا من شأنها أن تجسد فعلا إرادة الحكومة الإسبانية في تجاوز الأزمة مع المغرب.
زعيم الجبهة الانفصالية كان الشخص الوحيد الذي لم يستقبل من طرف قادة الاتحاد الأوروبي الثلاثة الذين استقبلوا رؤساء الوفود الأفريقية، ولم يسمح له بالتقاط صور معهم، وهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكون ، الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي ، وأورسولا فون دير لاين ، رئيسة المفوضية الأوروبية، وتشارلز ميشيل ، رئيس مجلس أوربا.
وحده بيذرو سانشيز شذ عن القاعدة، وهو أمر مؤسف، في وقت تبذل فيه الجهود الدبلوماسية بالمغرب من أجل طي صفحة الأزمة مع مدريد، وفي الوقت الذي يصدر وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، بيانات منتظمة داعمة لتعزيز العلاقات مع المغرب.