زنقة 20 ا سلا
تواصل السلطات المحلية بمدينة سلا مسلسل هدم المنازل والبراريك بمنطقة اللبراهمة في إطار مواصلة تنزيل برنامج القضاء على مدن الصفيح، الذي انطلق منذ عام 2004.
عملية الهدم قوبلت باحتجاج الساكنة التي رفضت مغادرة المكان الذي قضت فيها بعض الأسر سنوات عديدة، حيث سيتم تحويل عشرات ساكنة دور الصفيح بدوار البراهمة نحو بوقنادل.
مصدر محلي أكد لجريدة Rue20 الإلكترونية، أن مئات الأسر تعيش في العراء منذ الأسبوع الماضي بعد هدم منازلهم داخل الغابة بمنطقة البراهمة، في ظل الغموض الذي يلف مصير استفادتهم من البقع الأرضية التي خصصتها السلطات للساكنة بأكملها، دون تمييز حسب الوعود التي أطلقت في وقت سابق.
وأوضح المصدر، أن السلطات تعمد على هدم المنازل دون تأكيد لأصحابها هل سيتفيدون من البقع أم لا، حيث يجدون الجواب الوحيد “غادي نهدم لكم دبا.. وبقاو هنا حتى نشوفو شنو نديرو”، لتفترش الأسر الأرض بالقرب من مخلفات هدم المنازل دون أن تجد جوابا مقنعا في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها.
وأكد المصدر، أن مئات الأسر وجدت نفسها عرضة للتشرد بمعية أطفالها الذين يجتازون خلال هذه الأيام الامتحانات، والرضع الذين يواجهون خطر الإصابة بالأمراض بسبب مبيتهم في الخلاء رفقة أسرهم بدون مأوى.
وطالبت الساكنة من السلطات الحد من التلاعبات في عمليات الهدم وتنفيذ الوعود السابقة بمنح جميع ساكنة دوار البراهمة داخل الغابة أو بالطريق المحادية لها، البقع الأرضية دون إقصاء ذوي الحقوق.
وأكدت الساكنة أنهم قضوا عشرات السنين بهذه الأرض وأن العديد منهم ولدوا وترعرعوا فيها وأسسوا أسرا وخلفوا أبناء وبناتا فوقها، سواء كمنتمين للجماعة السلالية صاحبة حق الملكية على هذه الأرض، أو كملّاك لأراضي محفظة ومسجلة باسمهم.
والغريب في الأمر كذلك أن العديد من الضحايا أدلوا بعقود شراء بقعهم مصادق عليها من طرف السلطات بإحدى مقاطعات حي السلام بسلا. كما أن كل البيوت التي تم هدمها أو تلك التي هي مهددة بالهدم من طرف السلطات، هي بنايات قديمة وليست حديثة أو في طور البناء، وهي مسكونة من طرف أصحابها.