محمد بن عبد القادر في حوار مع Rue20 : هذه رهانات المؤتمر الحادي عشر والولاية الثالثة تم تصخيمها إعلاميا
زنقة 20 / الرباط
حاوره: جمال بورفيسي
يستعرض محمد بن عبد القادر، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، في الحوار التالي، الرهانات الأساسية للمؤتمر الوطني الحادي عشر الذي سينعقد ببوزنيقة يومي الجمعة والسبت المقبلين.
ويجيب بن عبد القادر عن مختلف الأسئلة التي يتم طرحها بشأن الخط السياسي الجديد للحزب، والجدل المثار حول الولاية الثالثة..
ماهي أهم الرهانات المتعلقة بالمؤتمر الوطني الحادي عشر للاتحاد الاشتراكي؟
هناك رهانان قويان مترابطان، أحدهما سياسي والآخر تنظيمي.
بالنسبة للرهان السياسي فهو يتجلى في الحرص على أن نجعل الحزب، انطلاقا من مرجعيته المذهبية والقيمية المؤسسة على قيم العدالة الاجتماعية والديمقراطية وحقوق الانسان، يقوم بأدواره ووظائفه بشكل أكثر نفعا بالنسبة إلى المجتمع المغربي وأكثر جدوى لخدمة المصالح الاستراتيجية للمغرب، خاصة في ظل السياق الراهن الصعب، الذي تطبعه الأزمة الصحية العالمية وتطبعه تحديات جيواستراتيجية كبيرة ومتنامية.
الاتحاد الاشتراكي كحزب خبر المعارضة كما شارك في أغلبيات حكومية، ولا تلتصق به أيا من هاتين الصفتين، مر بتجارب مختلفة والمطروح هو تدقيق المواقف تجاه التحديات والقضايا المختلفة التي يواجهها مغرب اليوم والمستقبل، وكذا تجاه المؤسسات السياسية والدستورية.
السؤال هو كيف يمكن للحزب، من موقعه الحالي، أن يساهم في تقديم الأجوبة عن الأسئلة والتحديات المطروحة.
نحن في المعارضة وهي على كل حال معارضة برلمانية، ولكن سواء من خلال تموقع الحزب في معارضة ينص عليها الدستور، أو في الأغلبية، فهذا لا يمنعه من أن يكون ملتصقا بقضايا المجتمع منشغلا بهموم المواطنين والدفاع عن قضاياهم وأن نكون حريصين على التنزيل السليم للدستور والدفاع عن القضايا السياسية و الاجتماعية والاقتصادية المختلفة و الحريات وحقوق الإنسان.
ونحن نستحضر رهان الدولة الاجتماعية وانبثاق المغرب كقوة اقليمية مطالبون بتجديد الخط السياسي للحزب بما ينسجم مع التحولات والسياقات الجديدة…
ماذا عن الرهان التنظيمي للمؤتمر؟
كما قلت، الرهان التنظيمي يرتبط بشكل وثيق بالرهان السياسي، فلا يمكن للحزب أن يضطلع بأدواره في إطار خط سياسي جديد ومتجدد في ظل واقع تنظيمي منغلق. لابد أن نواكب التحولات بأداة تنظيمية أكثر انفتاحا وملاءمة واستيعابا للتحولات الطارئة في بلادنا وعلى المستوى الدولي.
نحن في حاجة، اليوم، إلى بنية تنظيمية منفتحة على رياح العولمة على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
الاتحاد الاشتراكي مطالب، اليوم، بالتخلي عن بنية تنظيمية متصلبة لصالح بنية تنظيمية مرنة تجعله أكثر حضورا على مستوى الفعل والتأثير، منفتحا على الطاقات والكفاءات التي يزخر بها المجتمع وذلك كله في إطار خط سياسي متجدد.
من بين الأمور الأكثر إثارة للجدل والتي واكبت التحضير للمؤتمر ،
مسألة الولاية الثالثة، كيف واكبتم هذا الجدل؟
لقد تم تصخيم هذا الموضوع وأعطي له من الحجم أكثر مما يستحق.
وفي خضم التناول الإعلامي المبالغ فيه حول هذا الموضوع تم تغييب الرهانات الأساسية والهامة للمؤتمر.
المطروح في نظرية التمثيلية الديمقراطية ليس هو عدد الولايات ، لقد وقع التوافق حول ضرورة تحصين المكتسبات التي حققها الحزب في السنوات الماضية على المستويات السياسية والانتخابية وعلى مستوى تعزيز الجبهة الداخلية للحزب، ومن ثمة فنحن حريصون على الحفاظ على هذه المكتسبات ومواصلة تعزيز تماسك ووحدة الحزب وليس تعريضها للانتكاسة.
فالمطلوب هو مواصلة تكريس تموقع الحزب في المجتمع وفي المشهد السياسي الوطني، وكذا مواصلة المنحى الإيجابي الذي يسير فيه الحزب.