زنقة 20 | عبد الرحيم المسكاوي
لا حديث في مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الأخيرة، سوى عن محمد المكي أو (موحى ارحال) كما يحلو لأبناء المنطقة مناداته، وفق ما عاينت جريدة Rue20 خلال زيارة لمنطقته بتنغير.
“موحى”، راغي الغنم الأمازيغي، الشاب البشوش الذي ظهر في فيديو مع سائحتين فرنسيتين في مرتفعات جبال تنغير بعفوية وجود وكرم أبناء المغرب العميق، عرف بالمملكة ومناظرها الطبيعية بدون إذن مسبق، أو برنامج مصطنع، أو “ماكياج”، أو صرف الملايير على برنامج سياحي لاستقطاب السياح، بل بعفويته وطبيته استطاع أن يحرك أقلام الصحف العالمية الكبرى لتعرف بكرم المغاربة وجمال طبيعة بلدهم، بالإضافة إلى اكتشاف هواية النقش على الصخور التي اكتسبها أثناء رعيه للغنم في أعالي الجبال.
في هذا السياق طالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي من محمد المهدي بنسعيد وزير للشباب والثقافة والتواصل، تكريم امحمد المكي، راعي الغنم بمنطقة تنغير، بطل شريط فيديو السائحتين، الذي خلق حدثا عالميا بكبريات الصحف، بفضل كرمه وبساطته مع السائحتين.
وكتب أحد المعلقين المغاربة أنه” وجب على وزير الثقافة أن يقوم بالتفاتة تجاه هذا الشاب الذي استطاع بعفويته وكرمه التعريف بالمملكة عالميا على المستوى السياحي”.
وعلق آخر بالقول ” موحى يجسد كرم الضيافة لدى المغاربة، مهما كانت ظروفهم الصعبة … وموحى صنع تواصلا سياحيا لم يصنعه أحد بهذه الطريقة البسيطة”.
وكتبت إحدى المعلقات، “موحى يستحق تكريمه من طرف الوزير.. والتفكير في خلق فرصة شغل من خلال الهواية التي يتفور عليها، النقش على الصخور، لإنقاذه من الهشاشة وتشجيع السياحة بمنطقة تنغير”.
يذكر أن سائحتان فرنسيتان،” شارلي واوليفا”، اختراتا اكتشاف دول إفريقية عبر سيارة رباعية الدفع لمقابلة السكان المحليين وإعداد التقارير عن ثقافات لا يعرفها الجميع، وذلك في إطار مشروع ظلت اوليفيا ورفيقتها تفكران فيه لشهور.
وفي هذا الإطار، اختارت الفتاتان أثناء حلولهما بالمغرب المرور عبر ممرات دادس بإقليم تنغير للوصول إلى علو يصل إلى 3000 متر، حيث كان اللقاء مع راعي الغنم محمد المكي أو “موحى ارحال” والذي رفض أن يتسلم مبلغا ماليا من السائحتين الفرنسيتين مقابل خبزة قدمها لهن، لتنطلق رحلة قصيرة مصورة معه كشفت عن كرم المغاربة وجمال طبيعة المغرب.