زنقة 20 | الرباط
كشف دراسة رسمية للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أن غالبيـة الأساتذة الذين اختاروا مهنــة التعليــم في المغرب، لا يكون ذلك بســبب اســتعداداتهم وميولاتهم الشـخصية أو بسـبب جاذبية المهنة، وإنما مكرهين بحكــم ظروفهــم الاجتماعية والاقتصادية، مشيرا إلى أن الدوافع المهيمنة لاختيار الأساتذة لمهنة التدريس، تكون الرغبة في الحصول على عمل وساعات العمل والعطل المدرسية، وقليلون هم الأساتذة اللذين تكلموا عن أسباب مثل الرغبة في العمل مع الأطفال.
وجاء في الدارسة التي قدمت، اليوم الثلاثاء، بمقر المجلس بالرباط، ضمن أربعة تقارير حول موضوع “مكتسبات التلامذة وتحديات الجودة، أنه في جانب التكوين الأساس هناك استياء لدى الأستاذة من التكوين الذي تلقوه في مراكز التكوين وعلى الخصوص لدى أساتذة التعليم الابتدائي خاصة منهم أولئك الذين يوجدون في بداية مسارهم المهني.
وأوضحت الدراسة، أن هذا الاستياء ناجم عن مدة التكوين التي تعتبر غير كافية بالنظر إلى كثافة برنامج التكوين وطولها، وضعف التكوين العملي، بل وغيابه في بعض الحالات، بالإضافة غالبية الأساتذة في مسألة جودة التكوين وغالبيتهم باحثين تعتبر مساهمتهم من حيث الممارسات البيداغوجية في الأقسام الدراسية ضعيفة.
وأكدت الدراسة أن مباريــات توظيــف الأساتذة تلقى إقبالا كبـيـرا، ففـي دجنبر 2018 ترشـح لهـذه المباريات 220000 مرشـحا للتبـاري عـلى 15000 منصـب، اختير منهـم 149000 لاجتياز الاختبارات الكتابيـة والشـفوية. مشيرة إلى أن هذا الرقم لا يجعلنا نســتنتج أن مهنـة التعليـم جذابـة، ذلك أن معـدل البطالـة المرتفع جدا بــين الشــباب الحاملـيـن للشــهادات الجامعيــة لا يســمح بالإجابة بإيجاب عــن هــذا الســؤال؛ خاصــة وأن مســتوى متطلبــات ولــوج هــذه المهنة منخفــض.
وشدد التقرير على أنه من خلال اشتراطه لمستوى الإجازة لولوج مهنة التعليم، ينحاز المغرب إلى الممارسات الدولية المعمول بها في مجال توظيف الأساتذة، لكن غياب دليل مرجعي للوظائف والكفايات لا يمكن أعضاء لجنة المباراة من المواصفات التي يجب أن تتوفر في المرشحين، كما أن عدم صلاحية أدوات اختبارات المباراة يزيد في غموض عملية التوظيف.