زنقة 20 | عبد الرحيم المسكاوي
لازالت وزارة التجهيز والماء التي يرأسها، نزار بركة، لم تصدر أي بيان أو تقرير حول الوضعية الكارثية التي أصبح عليها نهر ملوية، الذي يتواجد بشرق وشمال المملكة، بعد صدور تقارير محلية ودولية حول عجز النهر عن بلوغ مصبه في البحر الأبيض المتوسط، لأول مرة في تاريخه.
وكشف مصدر مطلع لجريدة Rue20 الإلكترونية، من داخل وزارة التجهيز والماء، أن هذه الأخيرة لم تكلف نفسها عناء إيفاد لجنة تقنية للوقوف على الوضعية المزرية التي يعيشها النهر، وتحديد الأسباب الحقيقية لانخفاض منسوب مياهه إلى مستويات غير مسبوقة، تسببت في معاناة حقيقة للفلاحين البسطاء بالمناطق التي يمر منها النهر، وأثرت على النشاط الزراعي بشكل مخيف.
وأكدت المصادر، أن عشرات الفلاحين تخلوا عن زراعة أراضيهم بسبب ملوحة المياه وتأثيرها على التربة، ومنهم من أصبح بين العشية وضحاها عاطلا عن العمل.
وشددت المصادر، أن السبب الحقيقي إضافة إلى الجفاف الذي ضرب المنظقة خلال السنتين الأخيرتين، الإفراط في الاستهلاك من طرف كبار الفلاحين الذين يستغلون مياه النهر بدون وجه حق وبطرق غير قانونية لسقي عشرات من الهكتارات من أراضيهم، التي تدر عليهم مئات الملايين سنويا، مشيرة أن وزارة التجهيز والماء عاجزة عن وقف هذا النزيف الذي سأثر اجتماعيا على أبناء المنطقة.
ويعاني المغرب، الذي تمثل الفلاحة القطاع الأساسي في اقتصاده، من توالي مواسم الجفاف في السنوات الأخيرة. ويتوقع أن يستفحل الأمر في أفق العام 2050 بسبب تراجع الأمطار (-11 بالمئة) وارتفاع درجات الحرارة (+1,3 درجة)، بحسب تقرير لوزارة الفلاحة.
وتشير توقعات وزارة الفلاحة إلى أن الجفاف سيؤدي إلى تراجع مخزون مياه الري في أفق العام 2050، “إلى مستوى قد يصل حتى 25 بالمئة” على الصعيد الوطني.