زنقة 20. أصيلة / تصوير : محمد أربعي
سلط موسم أصيلة الثقافي الدولي، الجمعة، الضوء على الرؤية المتبصرة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وأبرز المشاركون في خامس ندوات موسم أصيلة الثقافي الدولي الثاني والأربعين والدورة ال 35 لجامعة المعتمد بن عباد المفتوحة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان شكل حالة فريدة في العالم العربي بحكمته الاستثنائية وفكره التحديثي المتجذر في بلاده، ونزوعه النهضوي الذي حول الإمارات إلى مركز متقدم في المنظومة الاقتصادية الإقليمية والدولية.
وتوقف المتدخلون عند المستويات الأربع في الرؤية المستقبلية الثاقبة للشيخ زايد، والمتمثلة في الحس الاستراتيجي وبعد النظر الذي مكن هذا القائد الفذ من بناء أول وأهم تجربة اندماجية عربية على أساس التوافق ووحدة المصالح والمصير، والمشروع التحديثي النهضوي للإمارات المرتكز على بناء الإنسان من خلال التعليم الرصين والتربية الهادفة، وإنشاء بنية تحتية متكاملة وقوية، وتحديث الهياكل المجتمعية والمؤسسية للدولة.
كما يتمثل المستوى الثالث في العمل الإنساني والخيري الذي عرفت به دولة الإمارات عالميا، ويتجلى المستوى الرابع في تبني نشر قيم السلم والتسامح والتضامن واعتمادها خطا حضاريا وفكريا في مقابل دعوات الكراهية والعنف والتعصب.
وأبرزت ريم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي بالإمارات، في كلمة مصورة ممثلة لسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أن “النظرة الاستراتيحية الأولى التي تميز بها الشيخ زايد كان لها الأثر الكبير لكل إنجاز إماراتي حتى اليوم، فالإمارات متمسكة بالبعد الاستراتيجي لفكر الشيخ زايد، ونظرته الاستراتيجية”.
وأشارت إلى أنه منذ بداية تأسيس دولة الإمارات، حرص سموه على أبعاد الرؤية التنموية التحويلية التي أدت إلى إحداث تغييرات جذرية ومنهجية في التخطيط والإدارة والحوكمة والتنمية المستدامة والبيئة وتنمية الرأسمال البشري”، موضحة أنه كان يرى أن السلام عنصر حيوي في رؤيته الاستراتيجية من أجل الخير ومصلحة الإنسان في الإمارات وفي كل مكان بالعالم.
من جانبه، اعتبر المدير العام لمنتدى أصيلة، محمد بن عيسى، أن نظرة الشيخ زايد تأسست على التأليف بين الأصيل والمعاصر في تاريخ الأمة العربية، لافتا إلى أن ذلك التوازن الدقيق هو الذي جعل الباحثين والمحللين السياسيين يضفون على الشيخ زايد صفة “القائد الفذ” ذو “القوة الناعمة” والمتسم ببعد النظر وحصافة الرأي.
وذكر السيد بن عيسى بمتانة وجودة علاقات الأخوة والصداقة الوثيقة بين المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة، متوقفا عند عدد من مشاريع التعاون للإمارات بالمغرب، لاسيما “متحف الشيخ زايد للفنون” بأصيلة والأكاديمية الملحقة به والمتخصصة في الأبحاث الفنية والعمرانية والتصميم (ديزاين).
من جهته، اعتبر وكيل وزارة الثقافة والشباب الإماراتية، مبارك إبراهيم الناخي، ممثلا لوزيرة الثقافة والشباب، نورة الكعبي، أن هذه الندوة بأصيلة تعكس حجم العلاقات الاستراتيجية المميزة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية والتي أرساها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وجلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراهما، والتي تسير نحو مستقبل مشرق بفضل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأضاف لقد كان الشيخ زايد قائدا ومعلما ويحمل في قلبه من العزم والطموح ما وضع الإمارات في مقدمة الدول بفضل حكمته وتبصيره لتأسيس علاقات وثيقة مع مختلف دول العالم، وخاصة مع المملكة المغربية الشقيقة، منوها بعلاقات التعاون والشراكة للإمارات مع دول بارزة في مجال الثقافة، لاسيما مع المملكة المغربية التي تمتاز بحضارة راسخة وثقافة عريقة.
يذكر أن الدورة الخريفية لموسم أصيلة الثقافي انطلقت بندوة افتتاحية بعنوان “المغرب العربي والساحل .. شراكة حتمية ؟”، بينما تطرقت الندوة الثانية إلى “أي مستقبل للديموقراطية الانتخابية؟” ولامست الندوة الثالثة موضوع “العرب والتحولات الإقليمية والدولية الجديدة .. العروبة إلى أين؟” (8 و9 و10 نونبر)، بينما تم تكريم الإعلامي محمد البريني في الندوة الرابعة (11 نونبر)، فيما تتطرق الندوة الخامسة لموضوع “الشيخ زايد .. رؤية القائد المتبصر” (12 و13 نونبر)، قبل إسدال الستار على هذه الدورة بتنظيم اللقاء الشعري الثاني حول “لغة الشعر العربي اليوم” (16 و 17 نونبر).