زنقة 20 | إكرام أقدار
توفي طالب بكلية العلوم السملالية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، مساء أمس الإثنين، جراء إصابته بحروق بليغة إثر انفجار قنينة غاز صغيرة بغرفة يكتريها رفقة زميليه بحي الكدية بالمدينة المذكورة. مما خلف تعاطفا كبيرا مع المتوفى في صفوف طلبة المدينة.
وأعادت وفاة الطالب المسمى قيد حياته عادل، المنحدر من دوار أولاد سليمان، بجماعة لمزم صنهاجة، الجدل حول “الوضعية الصعبة” التي يعيشها أغلب الطلبة الجامعيين الذين يتوافدون على مدينة مراكش وباقي المدن التي تتركز بها الجامعات والمدارس العليا لمتابعة دراستهم الجامعية.
في حديثه مع Rue 20 قال أنور، طالب بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بمراكش، إن ” أثمنة الكراء هنا مرتفعة قد تصل إلى 3000 درهم في الأماكن التي تعتبر آمنة وتتوفر فيها شروط العيش الكريم، بينما في أماكن شعبية أخرى تكون الأثمنة منخفضة مقابل تدني مستوى جودة السكن والأمن؛ بالتالي فإما أن تدفع سلامتك وراحتك مقابل الحصول على غرفة أو شقة بثمن مناسب وإما أن تدفع ثمنا مرتفعا مقابل سلامتك و مقابل العيش في ظروف جيدة”.
في ذات السياق،تقول سمية طالبة بكلية العلوم والتكنلوجيا بمراكش “أظن أن الدولة تتحمل المسؤولية في هذا الوضع بنسبة كبيرة لأنها لا توفر الأحياء الجامعية كما ينبغي فمن المعلوم أن الطلبة الذين يستفيدون من الأحياء الجامعية مقارنة مع من هم بحاجة فعلا للاستفادة منها قليل جدا، يضاف هذا الى المشاكل التي تعرفها الأحياء الجامعية من حيث القوانين والالتزامات التي تقيد حرية الطالب وتجعله يفضل اللجوء الى الكراء عوض السكن بلا كرامة، خاصة عندما يتعلق الأمر بمشاركة غرفة مع 3 طلبة مما ينتج عنه غالبا مشاكل شخصية قد تصل إلى أشياء كارثية أحيانا”.
وأشارت الطالبة في معرض حديثها إلى ارتفاع أثمنة الكراء خاصة بعد أزمة كورونا مما زاد الأمر صعوبة على الطلبة.
وتحدثت سمية أيضا عن مشكلة “الكراء بدون عقد”، حيث اعتبرت أنها “تخلق الكثير من القلق فأنت معرض ان تسرق اشياءك أو تتعرض للطرد واشياء اخرى، لن يمكن أن تحصل على تعويض عنها لغياب أي عقد يثبت انك تكتري تلك الغرفة أو الشقة”.
وتابعت المتحدثة ذاتها “كل هذا ينضاف إليه تعسف أصحاب الشقق حيث قد يطلبون من الطالب عدم استعمال بعض الآلات الكهربائية بدعوى تبذير الكهرباء أو الماء ولا أعتقد أن هذا عيش كريم، ويجب على الدولة أن تتدخل بخلق مزيد من الأحياء الجامعية للطلبة بشروط جيدة”.
من جهتها صرحت مريم لRue 20،”التحقت بمدينة مراكش للدراسة منذ السنة الأولى من الإجازة وأنا الآن في السنة الأولى بسلك الماستر، استفدت من السكن الجامعي بالسنة الأولى لكنني لم اتحمل السكن هناك في غرفة تأوي ست طالبات، أضف إليه التعامل السيء الذي تعرضت له من طرف الطالبات وحتى المسؤولين على تدبير الحي الجامعي الشيء الذي دفعني إلى مغادرته بعد الفصل الأول”.
مضيفة “الكراء يبقى الحل الأقل مرارة، رغم غلاء الأسعار وتدني مستوى جودة السكن المشترك؛ فكيف يمكن أن تكون شقة تأوي تسع فتيات؟ النظافة والراحة فيها مجرد اشاعات!”
أحلام تحدثت عن المشكل ذاته مضيفة “نعيش في شقة مكونة من ثمان فتيات ونستعمل ست قنينات غاز من الحجم الصغير مما يجعلنا في خطر محدق، ومن المعلوم أن كثرة عدد القاطنين يخلق مشاكل شخصية ويجعل من المكان الذي يفترض أن تنعم فيه بالراحة فضاء عشوائيا”.