زنقة 20. الرباط
تمكن فريق دولي من الباحثين، من بينهم باحثون ينتمون للمركز الوطني للبحث العلمي، مؤخرا، من اكتشاف أقدم قبر في إفريقيا يعود إلى 78 ألف سنة، وذلك حسب ما علم اليوم الأربعاء، لدى الهيئة العامة الفرنسية للبحث العلمي.
فبموقع “بانجا يا سايدي”، الموجود في شمال مومباسا بكينيا، تم وضع جثة طفل يبلغ عمره ثلاث سنوات، والذي أسماه الباحثون “متوتو” (طفل باللغة السواحلية)، داخل حفرة تم إحداثها بشكل متعمد.
ومن خلال تحليل الرواسب وترتيب العظام، وجد الباحثون أن الجثة كانت محمية بلفها في كفن من مادة قابلة للتلف وأن رأسها يفترض أنه كان موضوعا أيضا على دعامة قابلة للتلف.
وبالرغم من عدم وجود قربان، الذي يعد أمرا شائعا في المدافن الحديثة، فإن هذا التوضيب يحيل على طقس معقد، والذي ربما تطلب مشاركة نشطة من عدة أفراد ينتمون للعشيرة.
وينتمي هذا الفرد إلى جنسنا البشري لكنه يحتفظ في مورفولوجية أسنانه، مقارنة مع البقايا البشرية التي تعود لنفس الفترة، ببعض السمات القديمة التي تربطه بأسلاف أفارقة قدماء.
وأكد المركز الوطني للبحث العلمي، في بلاغ له “يبدو أن هذا يؤكد، كما تم اقتراح ذلك عدة مرات في السنوات الأخيرة، أن أصل جنسنا في إفريقيا له جذور قديمة ومتنوعة إقليميا”.
وشارك في هذا الاكتشاف، الذي أماطت عنه اللثام مجلة “ناتور”، باحثون ينتمون لمختبرات “من عصور ما قبل التاريخ إلى الوقت الحاضر: ثقافة، بيئة وأنثروبولوجيا” (المركز الوطني للبحث العلمي/جامعة بوردو/وزارة الثقافة)، وباحثون من معهد البحوث في المواد الأثرية (المركز الوطني للبحث العلمي/جامعة بورجوني فرانش-كومتي/جامعة أورليان/جامعة بوردو مونتين).