زنقة 20 | الرباط
أصدرت المحكمة الإدارية بمكناس أمس الثلاثاء قراراً يقضي بإلغاء النتيجة النهائية لتوظيف أستاذ التعليم العالي مساعد بكلية الآداب و العلوم الإنسانية مكناس تخصص الدراسات الإسلامية دورة 2019/05/15.
المحكمة كانت قد استدعت رئيس اللجنة التي أشرفت على انتقاء الأستاذ المذكور و ذلك لغرض التحقيق.
فصول القضية تعود إلى رمضان العام الماضي ، حينما تفجرت فضيحة من العيار الثقيل بشعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس ، حينما تم التمكين لمرشح محظوظ مدعوم من طرف حزب يقود الحكومة و حركة دعوية تابعة له ، من الانتقاء الأولي إلى إعلانه ناجحا في منصب أستاذ التعليم العالي مساعد في تخصص “الدراسات الإسلامية” بطرق مشبوهة.
و تناقل آنذاك أساتذة ، الخروقات الكبيرة التي رافقت المباراة التي خالفت النصوص القانونية المنظمة للمباريات العمومية،و التوجه العام للدولة في ضمان الاستحقاق، وتكافؤ الفرص والنزاهة، و تكافؤ الفرص والاستحقاق ومحاربة المحسوبية والزبونية في الولوج للوظائف العمومية.
و اشعلت المباراة المشبوهة غضب المترشحين الذين قدموا ملفاتهم العلمية ليفاجأوا باختيار المرشح المحظوظ ضمن الثلاثة رغم ضعف ملفه العلمي وإقصاء أصحاب ملفات وازنة.
و فجر هؤلاء فضائح أزكمت الأنوف تورط فيها بعض أساتذة شعبة الدراسات الإسلامية الذين ألفوا توزيع المناصب بمنطق الولاء الحزبي والانتماء الحركي بجامعة مكناس و ذلك في ظل صمت مطبق لكاتب الدولة السابق في التعليم العالي خالد الصمدي الذي سبق و أن تلقى شكايات حول القضية ولم يحرك ساكناً.
و يقول مترشحون لمباريات التعليم العالي ، أن جامعة مكناس تعرف تفشياً كبيراً للمحسوبية والزبونية في توزيع مناصب المسؤولية دون اعتماد معايير الكفاءة العلمية ، حيث تم استبعاد مجموعة من الباحثين الأكفاء من مباراة الدراسات الإسلامية و فسح المجال أمام المرشح المحظوظ المدعوم سياسياً.
و أشاروا إلى أنه منذ الإعلان عن نتائج الانتقاء الأولي لمباراة الدراسات الإسلامية ، تم تسخير كل الإمكانات لتمكين المترشح المدعوم عبر اتصالات من شخصيات نافذة في البجيدي والحركة للتأثير على لجنة المباراة، وتوجيه بوصلتها.
يشار إلى أن رئاسة جامعة مولاي إسماعيل بمكناس ، كانت قد أوقفت نونبر الماضي ، أستاذاً جامعياً في شعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، بتهمة تسريب “أسرار لجنة مباراة توظيف أستاذ مساعد بالشعبة، التي عين عضوا فيها لجهات خارج المؤسسة، وتعرضت الشعبة بسبب ذلك لاتهامات خطيرة في بعض المنابر الإعلامية، شوهت سمعتها وهتكت كرامة أساتذتها”.