زنقة 20 | يونس مزيه
يعيش معتنقي الديانة المسيحية منذ أيام على وقع احتفالات برأس السنة الميلادية الجديدة 2020، بمن فيهم المسيح المغاربة الذين يحتفلون بميلاد المسيح وسط تكتم كبير، واحتفالات تطبعها السرية داخل منازل وفي لقاءات عائلية بكبريات المدن والقرى المغربية.
وفي ذات السياق، نستضيف في حوارنا اليوم، محمد العميري الملقب بـ’’ أدم الرباطي’’ راعي كنيسة المجد بمدينة تمارة، و الرئيس السابق للجمعية المغربية للحريات الدينية، و التي اختارته شخصية سنة 2020 رفقة لفاعل الجمعوي نور الدين عيوش.
ويعد أدم الرباطي، من المسيح المغاربة الذين اعتنقوا الديانة المسيحية منذ سنة 1986، و تعرض بعدها لتهديدات و مضايقات، طبعت مساره المهني، حيث تم طرده من العمل سنة 2018، بسبب ديانته، كما رفض توثيق زواجه بالطريقة الإسلامية الى تاريخ ازدياد طفلته ملاك نور.
مرحبا بك في منبر RUE20.COM، وقبل البداية نهنئكم بحلول السنة الميلادية الجديدة 2020.
كمسيح مغاربة كيف استقبلتم السنة الميلادية الجديدة؟
شكرا لمنبر زنقة 20 على الاستضافة، نعتبر الاحتفال بالسنة الجديدة، يوما ثمينا ومقدسا، نحن كمسحيين مغاربة نستقبل السنة الجديدة بالبهجة و الفرح و بمشاعر روحية كبيرة جدا، لأنه يوم ثمين بالنسبة لنا.
ماهي الطقوس التي يقوم بها المسيح المغاربة للاحتفال بالسنة الميلادية، يعني هل تكون هناك أمكنة خاصة للاحتفال و العبادة، أم تكون كالعامة الذين يقيمون حفلات موسيقية و اطلاق الشهب النارية بأمكنة عمومية؟
أغلب المسيحيين المغاربة يحتفلون سرا، واحتفالاتنا كباقي الاحتفالات التي يقوم بها المسيح بالعالم، من صلاة وقراءة الترانيم، وإقامة عشاء عائلي، لكن الصلاة هي الممارسة الغالبة في هذه المناسبة، وفي نهاية الاحتفال نقوم بجلسات اعتراف بالأخطاء، ومطالبتنا بعضنا البعض بالمسامحة، من أجل بداية سنة جديدة.
وعكس ما يعتقده الجميع، من كوننا نحتفل برأس السنة الجديدة بإقامة حفلات موسيقية، فهو اعتقاد خاطئ، اذ أن الغالب في الأمر يحمل طابعا دينيا من خلال الصلاة.
المسيح المغاربة يحتفلون بسرية تامة، بسبب الاضطهادات والمضايقات من طرف المجتمع والسلطة، والمغرب لا يتوفر على حرية المعتقد، هذه الحرية التي يمكنها أن تحمينا كمسيح مغاربة، من أجل الاحتفال علنا بدون أي مضايقات أو تهديدات.
بذكركم الاحتفال سرا، هل هناك تهديدات مباشرة لكم كمسيح مغاربة من قبل جهات معينة عند الخروج علنا للاحتفال؟
نحن اليوم محرومون من الاحتفال بحرية، ونتعرض لهجومات من الأحزاب الإسلامية والتقليدية بالمغرب على رأسها حزب العدالة والتنمية، اخرها التدوينات التي نشرها برلمانيي الحزب التي دعوا من خلالها المغاربة الى عدم تهنئة المسيح بحلول السنة الميلادية الجديدة.
ومادام أن الدولة المغربية لم تضع الى حد الساعة، أي قانون أو تشريع يحمي حرية المعتقد، فمن الطبيعي أن نتعرض للتهديدات ومضايقات من قبل حاملي الفكر الاقصائي.
بعيدا عن الاحتفال برأس السنة الجديدة، كيف يتم التعامل معكم في الوسط الذي تعيشون فيه؟
الوسط الذي نعيش فيه بالمغرب، صعب جدا، بسبب الضغوطات التي نتلقاها من الوسط العائلي والمجتمع، حيث أن العديد منا، تعرضوا للطرد من الوسط العائلي وحرموا من العمل بسبب اشهار الديانة المسيحية كمعتقد وأصبحنا منبوذين.
والخطير في الأمر أن المغاربة يعيشون في ازدواجية خطيرة على مستوى الفكر والخطاب، اذ أنهم يتقبلون المسيح الأجانب القادمين من أوروبا وأمريكا واسيا، ويعاملونهم معاملة في أعلى مستوياتها من الرقي، ويبينون لهم مدى التعايش الذي يعيشه المغرب، فيما تتم معاملتنا معاملة عكسية، ‘’ اعرفك المغربي بأنك مسيحي، يمكن اضربك واعرضك لأبشع اعتداء’’وهناك عائلات مغربية تتعامل مع أبنائها المتواجدين بالسجون معاملة جيدة وفور علمها باعتناقه للمسيحية يصبح منبوذا ومحروما من كل أشكال التضامن والدعم.
الفكر الوهابي السلفي الذي دخل المغرب منذ سنوات الثمانين، حول المجتمع المغربي الى مجتمع لا يقبل الاخر، حيث أصبح الولاء للدين أكبر من الولاء للإنسانية، مما جعل المسيح المغاربة يكتمون ديانتهم، ويكتفون بكنائس منزلية وبلقاءات سرية من أجل التعبد.
وهل يسمح لكم بالتعبد داخل الكنائس المتواجدة بالمغرب؟
الكنائس الموجودة بالمغرب خاصة بالمتدينين الأجانب فقط، ونحن كمسيح مغاربة ممنوعون من الدخول اليها، بمقتضى اتفاق بين السلطات المغربية والكنيسة الكاثوليكية والفاتيكان، والأرثودوكس، والذي يمنع المغاربة من الدخول الى الكنائس بجل التراب الوطني.
ماذا يمكن القول للمغاربة؟
نتمنى من الشعب المغربي، أن يقبل الاختلاف والايمان بالتغيير، وأن يعتبرنا مكونا من المكونات الهوياتية للمغرب، مع ضرورة دعم المؤسسات الرسمية، من أحزاب و مجتمع مدني.