زنقة 20 . يونس مزيه
تعرضت المناطق الواقعة بجبال الأطلس الصغير، منذ سنوات لهجمات الرعاة الرحل، واغراق الأراضي الفلاحية والمساحات المزروعة، بأعداد كبيرة من المعز والأغنام والإبل، مما حولها الى مناطق شبه صحراوية، وتم تعريتها بالكامل.
ووفق فعاليات جمعوية ونشطاء، فقد نتج عن المواجهات الدائمة بين الساكنة المحلية والرعاة الرحل الوافدين، عدة إصابات ووفيات، أغلبها في صفوف الساكنة المحلية، فيما انتهى بعضها بالزج بأبناء المنطقة بين قضبان السجون.
كما سبق لمنبر Rue20.com، أن توصل بمقاطع فيديو و صور توثق، للمواجهات التي استعملت فيها الأسلحة البيضاء و سيارات رباعية الدفع من قبل الرعاة الرحل، بمناطق أربعاء الساحل و تزنيت و أيت عبد الله و ادوسكا و اغرم و المناطق المجاورة، تطور ذلك الى استعمال أساليب ترهيبية وصفت بـ’’الخطيرة’’ بعدما أقدم الوافدون على المنطقة، على اختطاف أفراد الساكنة المحلية، و نشر فيديوهات توثق لعملية تعذيبهم.
وعرفت بعض المناطق، مواجهات عنيفة بين الرعاة الرحل والساكنة المحلية، مما تسبب في صابات بليغة في كلا الطرفين، انتهت بنقلهم الى المستعجلات لتلقي الإسعافات الضرورية.
مواجهات ومناوشات، دفعت بالساكنة المحلية، الى تنظيم مظاهرات ووقفات احتجاجية، محلية ووطنية بمدن البيضاء والرباط وأكادير وتزنيت، للتنديد بما يتعرضون له من الاعتداءات المتكررة من طرف الرعاة الرحل، وما سببه ذلك من أثر مباشر على الحياة العامة بتلك المناطق، و بروز أسماء و نشطاء يطالبون الدولة المغربية بالتدخل و وضع حد لهذه المعاناة.
هذا الأمر، يضيف أحد النشطاء، سبب له و لنشطاء و جمعويين و شخصيات معروفة بالمنطقة، في تهديدات مباشرة من قبل الرعاة الرحل، من أجل ما اعتبره ‘’محاولة منهم التهديد و الترهيب’’ من أجل التزام الصمت و السكوت أمام هذا الوضع.
و في ذات السياق، قال الناشط الأمازيغي و الحقوقي، أحمد عصيد، في تصريح صحفي، أن ‘’ما يقوم به الرعاة الرحل من تهديدات للمناضلين و جمعويين، في المناطق الجبلية بسوس ماسة، و ما يقومون به من عمل من أجل الإساءة و الاضرار بهؤلاء الأشخاص، فهو عمل إرهابي، لابد من ادانته و لا بد من وضع السلطات في الصورة، بسبب هذه السلوكات اللامسؤولة لأن الرعاة بالإضافة الى اعتداءاتهم المتكررة على السكان، و ممتلكاتهم و أراضيهم و أشجارهم و مزروعاتهم، و دوابهم، ينتقلون الى الاعتداء على من يفضحهم، و يتقدم لدى السلطات بشكايات ضدهم، الى غير ذلك’’.
وأضاف عصيد، ‘’هذا شيء خطير، و هذا يدل على هشاشة الأمن بسوس ماسة و خاصة بمنطقة ادوسكا و المناطق المجاورة لها بالأطلس الصغير، و يدل أيضا على أن السلطات لا تقوم بدورها في حماية السكان، و على وجود مخطط خطير يستهدف استقرار السكان بتلك المناطق، و هنا تواطئ مكشوف بين الرعاة الرحل و السلطات، و ضحية هذا التواطؤ هو الساكنة المستقرة في المناطق.’’
مؤكدا، على أنه ‘’عندما يكون هناك من يتحرك لفضح هذا الوضع، فيصبح مستهدف من طرف التهديدات الإرهابية العدوانية التي تصدر عن هؤلاء الرعاة وعلينا ادانة هذه السلوكات وتنبيه السلطات اليها، كما على السكان القيام بحملات تضامن مع المناضلين المتضررين، وعليهم كذلك القيام بتنظيم لقاءات جماهيرية و وقفات و مسيرات للتنديد بهذه الهجمات الهمجية للرعاة الرحل.’’
و شدد ذات المتحدث، على ضرورة تدخل الدولة ووضع حلول ‘’وأن تجد لهم المراعي في مناطقهم الصحراوية، عوض أن تترامى ممتلكات السكان’’.
و أضاف ‘’ولهذا لا بد من اليقظة ومتابعة النضال على عدة مستويات، من خلال التواجد بالميدان، من أجل حماية السكان، وحماية مصالحهم، وثانيا التقدم بشكايات لدى السلطات، ليكون هناك أثر مكتوب من الناحية الإدارية، وتنظيم وقفات ولفضح هذا الوضع الذي تتستر عليه السلطات وتتجاهله الحكومة للأسف’’.