زنقة 20 | أكادير
شهد شاطئ مدينة أكادير أمس الأحد واقعةً خطيرة تمثلت في ظهور بقع زيوت سوداء اللون وهو ما أثار الخوف في نفوس العديد من المصطافين.
جمعية “بيزاج” للثقافة و البيئة بأكادير ، أصدرت تقريراً بيئياً عاجلاً حول الواقعة ، قالت فيه أن ” شاطئ أكادير يتعرض لفعل إجرامي بيئي يعبث بقوانين حماية السواحل: زيوت سوداء تطفو بالشاطئ في تهديد حقيقي للبيئة البحرية للمصطافين والأطفال”.
و ذكر تقرير الجمعية أن “شاطئ أكادير واحد من أجمل خلجان العالم شهد فعل إجرامي حقيقي تمثل في صب زيوت مستعملة لمحركات قوارب أو ما شابه في عرض البحر حملته التيارات إلى الشاطئ على مقربة من المصطافين المغاربة والأجانب كذلك، وقد خلف هذا الأمر إستياءا عارما في أوساط كل المهتمين بالشأن البيئي والتنمية المستدامة بالمنطقة.”
و أشارت الجمعية المهتمة بشؤون البيئة إلى أنه ” لم نكن نتصور البثة أن الأمر سيتعلق بفعل إجرامي مدبر يستهدف قتل كل مجهود مبذول لحماية الشاطئ من طرف مؤسسات الدولة والسلطات المحلية والمنتخبة وباقي المصالح المعنية وحماة البيئة من المجتمع المدني ووسائل الاعلام، خصوصا في هذه الفترة الصيفية التي يعرف فيها الشاطئ إقبالا كبير ومتزايدا خلال العطلة الصيفية وعطل نهاية الأسبوع، مما يؤكد فرضية تدبير إجرامي محكم لإثارة الرعب وضرب التنمية السياحية والاقتصادية لمدينة أكادير”.
و أضاف التقرير أن الشاطئ المذكور “عرف أمس الأحد في حدود الساعة السادسة مساءا ظهور بقعة زيت سوداء وبجانبها برميل بسعة 20 لتر يطفو في عرض شاطئ أكادير بالجهة المقابلة لفندق البحر الأبيض المتوسط على مقربة من السباحين، وهو ما خلف ذعرا من طرف المصطافين الذين كانوا يسبحون بمقربة من المنطقة الملوثة، مما حدا بهم إلى الأبتعاد عنها وإخبار عناصر السباحين المنقذين التابعين للوقاية المدنية باكادير الذين هرعوا هم كذلك إلى إخبار السلطات المحلية بإدارة الشاطئ لمعاينة هذه السابقة الخطيرة”.
“وقد بلغ إلى علم جمعية بييزاج أن لجنة مختلطة ضمت السلطات المحلية وإدارة الشاطئ والوقاية المدنية والدرك الملكي قاموا بمعاينة ميداينة عاجلة على الساعة السابعة مساءا لتطويق هذا الخطر والفعل الإجرامي البيئي الغير مسبوق بشاطئ أكادير، وحسب المعطيات التي إستجمعتها جمعية بييزاج للبيئة المتواجدة بالقرية البيئية لشاطئ أكادير فقد تم إخبار السلطات من طرف السباحين الذين كانوا يراقبون المصطافين وعند إقترابهم من البقعة السوداء، تبين أن الامر يتعلق بإفراغ برميل من زيوت المحركات حيث نبهوا المصطافين إلى ضرورة عدم السباحة أو الاقتراب من منطقة إنتشار الزيوت إلى حين قيام السلطات بتنظيف المكان والرمال كذلك” يورد التقرير.
و عثرت اللجنة حسب ذات المصدر ” على برميل بسعة 20 لتر يحتوي الزيوت الخاصة بصيانة المحركات، ولحسن الأقدار بقيت كمية تقدر ب 15 لتر حبيسة البرميل، الذي تم إخرجه وحجزه من طرف مصالح خلية الشرطة البيئة التابعة للدرك الملكي المختصة بهذا النوع من التحقيقات والجرائم البيئية من أجل أخذ العينات وأخذ البصمات ومعرفة مصدر هذا الفعل الاجرامي وفتح بحث وتحقيق مستعجل في هذه النازلة التي تضرب عرض الحائط مجهودات الدولة والمؤسسات الوطنية والمنظمات الغير حكومية الوطنية كمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة وبرنامجها شواطئ نظيفة وعمل المجتمع المدني الميداني، بينما قامت مصالح مختصة بحماية البيئة بتنظيف المكان وحصر البقعة الزيتية”.
الجمعية نبهت إلى “خطورة هذا الفعل الاجرامي الذي يستهدف البيئة البحرية والشاطئية التي هي حق للمواطنين والعائلات المغربية ” ، مشيرةً إلى أن “أي إغفال المراقبة والرصد من طرف المصالح المسؤولة والمعنية المباشرة بحماية السواحل، تجعل أفعال إجرامية كهاته تشل كل القوانين حماية السواحل التي وقع عليها المغرب ويضرب بها عرض الحائط، وتجهز على المجهودات والتدابير المركزية والجهوية والمحلية”.
و طالبت ” الجهات المسؤولة، بإتخاذ كل الإجراءات والتدابير في تعزيز آليات المراقبة والرصد لكل التحركات بالساحل وحماية البيئة البحرية والتتبع لحماية الشواطئ وفق القوانين الوطنية مع تحديد المسؤوليات عن حماية الموارد الطبيعية والبيئية الوطنية وفق القانون الإطار للبيئة والتنمية المستدامة، وبالتالي الكشف عن مسببي هذه الجريمة بما يتوافق والقوانين والأنظمة الجاري بها العمل”.
وحملت “المسؤولية للجهات المكلفة بالمراقبة والرصد عن هذا التقصير في حماية السواحل ضد هذا الإجرام الذي يضر بالبيئة البحرية والموارد الطبيعية والتنمية المستدامة والإقتصاد المحلي والجهوي ومن خلاله الإقتصاد الوطني”.