إصلاحات أحيزون ترجحُ كفته لمواصلة قيادة جامعة ألعاب القوى

زنقة20. الرباط

أحدث عبد السلام احيزون، رئيس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، منذ انتخابه رئيسا بالإجماع في 2007، ثورة في البنيات التحتية الرياضية من خلال برنامج مسطر يروم تطوير ألعاب القوى الوطنية في مختلف ربوع المغرب وتكوين رياضيين من مستوى عال.

واستطاعت جامعة أحيزون إحداث 21 حلبة مطاطية وخمسة مراكز جهوية ومركز للطب الرياضي، إضافة إلى أكاديمية محمد السادس في إفران.

وبادرت الجامعة إلى تنفيذ برنامج تعاقدها مع وزارة الشباب والرياضة والحكومة سنة 2009، من خلال تعزيز بنياتها التحتية الرياضية، وفق معايير معتمدة من قبل الاتحاد الدولي، والاعتماد على خبراء دوليين في تهيئتها.

ورصدت جامعة ألعاب القوى مبالغ مهمة لتهيئة البنيات التحتية، إذ بلغت التكلفة الإجمالية لإنجاز 21 حلبة مطاطية 283 مليون درهم، منها 269 مليون درهم خصصت للبناء و14 مليونا لباقي التجهيزات.

وقررت الجامعة الشروع في إنجاز الحلبات المطاطية منذ 2009، من بينها حلبة الحوز (19 مليون ونصف مليون درهم) وحلبة الحسيمة (20 مليون درهم) وحلبة بركان (17 مليون درهم) وبنكرير (20 مليون درهم) وحلبة ابن سليمان (17 مليون درهم) وحلبة الداخلة (18 مليون درهم) وحلبة الرشيدية (18 مليون درهم) وحلبة فاس (15 مليون درهم) وحلبة كلميم (18 مليون درهم) وحلبة خنيفرة (18 مليون درهم) وأسفي (17 مليون درهم) وحلبة تيفلت (19 مليون درهم) وحلبة أبي الجعد (17 مليون درهم) وحلبة سيدي قاسم (18 مليون درهم) وحلبة مرتيل (17 مليون درهم).

وشمل الشطر الثاني خمس حلبات أخرى، في تارودانت والعيون وسلا والقنيطرة وتازة، كما استغرقت مدة إنجاز هذه الحلبات ما بين 17 شهرا وسنتين، كما شيدت على مساحات تتراوح ما بين ثلاثة هكتارات وثمانية، وتستقطب ما يزيد عن 120 ألف عداء.

وبادرت الجامعة إلى إحداث خمسة مراكز جهوية، حتى تشكل أرضية مناسبة للتنقيب عن المواهب الواعدة، في أفق تعزيز المنتخبات الوطنية بالعدائين القادرين على حمل مشعل هذه الرياضة الأولمبية.

واختارت الجامعة الحوز وبنكرير والخميسات وابن سليمان وخنيفرة، بناء على دراسة معمقة أثبتت توفر هذه المناطق على المادة الخام.

وكلفت هذه المراكز الخمسة ميزانية قدرها 157 مليون درهم، منها 135 مليونا خصصت للبناء، و22 مليون درهم للتجهيزات، كما تتوفر على بنية معمارية موحدة. ويتوفر كل مركز على أسرة وقاعات للعلاج الطبي، وتقوية العضلات والاسترخاء ومطاعم، إضافة إلى قاعات تقنية وإدارية.

ويعد مركز ابن سليمان أحد المراكز المحدثة أخيرة، من أجل استقطاب العدائين الواعدين، إلى جانب تأسيس إطار للتكوين يمزج بين التكوين المندمج، وممارسة الرياضة، كما يندرج ضمن الجهود الرامية في النهوض بألعاب القوى، واعتماد سياسة القرب، واستقبال الفرق والأندية في التظاهرات الرياضية.

ويشكل مركز ابن سليمان متنفسا للرياضيين الصاعدين، ومشتلا لإنجاب الأبطال في مختلف التخصصات الرياضية، بما أنه وجهة رياضيي مناطق الشاوية وورديغة.

وحسب مسؤولي الجامعة، فإن المراكز الجهوية أنشئت لضمان تكوين مستمر للعدائين والمدربين، خاصة أنها تستقطب ما يناهز 180 عداء وعداءة، وفق معايير محددة، وتقريب المنشآت الرياضية من السكان، ما يساهم في التخفيف من مظاهر التهميش والإقصاء الاجتماعي.

وعمدت الجامعة إلى مراجعة نظام تدبير وتقييم العدائين بتحديد معايير جديدة لولوج مختلف المؤسسات التكوينية التابعة لها، واعتماد أهداف تعاقدية مع عدائي المعهد الوطني لألعاب القوى.

ووفق مصادر متطابقة، فإن الجامعة جنت ثمار هذه المراكز الجهوية، بعد إنجاب العديد من الأبطال الذين تألقوا في السنوات الأخيرة، وباتوا جاهزين لإهداء المغرب ميداليات خلال السنوات القليلة المقبلة، مشيرة إلى أن هؤلاء الأبطال يخضعون حاليا للتكوين، بعد صقل مواهبهم، حتى يشرفوا ألعاب القوى في الحافل الدولية.

وسارعت الجامعة إلى تشييد الأكاديمية الدولية محمد السادس لألعاب القوى في إفران بقيمة مالية تصل إلى 122 مليون درهم، ومركز للطب الرياضي بالرباط (16 مليون درهم). وساهم في تمويل البرنامج الذي رصد له غلاف بقيمة 578 مليون درهم صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية (240 مليون درهم) والمديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية (197 مليون درهم) والميزانية العامة للدولة (141 مليون درهم).

وصنفت أكاديمية محمد السادس لألعاب القوى من أهم المنشآت المنجزة على عهد الرئيس عبد السلام أحيزون، لأهميتها في تكوين عدائين من مستوى عال والتجهيزات المتوفرة، وتبلغ مساحتها الإجمالية 14 هكتارا في ملكية عمالة إفران.

ويأتي إحداث هذه الأكاديمية، ذات المواصفات العالمية، التأهيل العدائين من مستوى عال، واحتضان معسكر المنتخب الوطني، قبل المشاركة في أي تظاهرة عالمية، إذ تتوفر على مركز طبي، وقاعتين لتقوية العضلات، وأخرى للتدليك وحمام “صونا”.

وتضم الأكاديمية 192 سريرا منفردا، و48 غرفة مخصصة للكبار، و96 للشباب مجهزة بحمامات، ناهيك عن قاعات خاصة بالترفيه، ومكتبة ومطاعم ومرافق تقنية، ومنازل خاصة للمشرفين عليها.

وبالموازاة مع إحداث المراكز الجهوية والحلبات المطاطية، أنشأت جامعة ألعاب القوى مركز طبيا من مستوى عال بالرباط، وجهزته بأحدث المعدات الطبية، من أجل تتبع القدرات البدنية للعدائين ومواكبتهم طيلة السنة.

وبلغت تكلفة المركز الطبي بالرباط 16 مليون درهم، منها 12 مليون درهم خصصت للبناء، وأربعة ملايين للتجهيزات والمعدات الطبية، كما أقيم على مساحة هكتارين و110 أمتار مربعة.

وتهدف الجامعة من إحداثه الرفع من مستوى استعدادات العدائين، وتسريع عملية استرجاع لياقتهم البدنية، وتتبع قدراتهم واستعداداتهم اليومية، قبل المشاركة في التظاهرات القارية والدولية. ويتكون المركز الطبي من أربعة مكاتب وصيدلية وقاعات للتدليك والفحوصات الطبية، وتقوية العضلات، إضافة إلى أخرى متعددة التخصصات ومستودعات مجهزة، ومقر للإدارة.

وتشرف على المركز الطبي، التابع للمركز الوطني لألعاب القوى بالرباط، لجنة طبية تابعة للجامعة، وتتكون من أطباء مختصين في مختلف التخصصات المتعلقة بألعاب القوى.

تسجيل 15 رقما قياسيا في موسم 2018 و99 عداء حققوا «المينيما» للمشاركة في التظاهرات العالمية

وحققت جامعة ألقاب القوى الوطنية موسما استثنائيا في 2018، بعد تحقيق العدائين المغاربة نتائج إيجابية في مختلف التظاهرات القارية والعربية والدولية.

واحتل المنتخب الوطني المركز الأول في البطولة العربية للفتيان ب26 ميدالية وبرونزية في بطولة العالم داخل القاعة، وأخرى في سباق التناوب في البطولة الإفريقية للعدو الريفي، محتلا المركز الخامس.

وتوج المنتخب الوطني للشباب ب44 ميدالية في البطولة العربية لألعاب القوى، ليحتل المركز الأول، و13 ميدالية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، إذ صنفت هذه المشاركة الأفضل بالنسبة إلى الجامعة بعد احتلال المركز الأول في الترتيب، كما حاز منتخب الفتيان على خمس ميداليات في الألعاب الإفريقية، وتأهل سبعة عدائين إلى الألعاب الأولمبية.

وسجل الموسم الماضي مشاركة 79 ألف عداء في 191 تظاهرة يمثلون 242 ناديا، ضمنهم 220 دخلوا التصنيف السنوي للجامعة، إذ اعتبر هذا التصنيف الأول للجامعة في تاريخها، كما سجل كذلك تحطيم 15 رقما قياسيا وطنيا في جميع التخصصات، وتمكن 99 عداء من تحقيق الحد الأدنى للمشاركة في التظاهرات الدولية، ضمنهم 46 في فئة الفتيان و33 في فئة الشباب و20 في الكبار، ما يؤكد أن مستقبل ألعاب القوى واعد، وأن الخلف بات موجودا.

ورصدت الجامعة ميزانية سنوية قدرت بـ 150 مليون سنتيم، إذ تعاقدت مع مختبر إسباني من أجل بعث العينات إليه لفحصها، ويكلف كل واحد منها ما بين أربعة آلاف وخمسة آلاف درهم، إذ مكن هذا البرنامج الذي يعد الأول والوحيد من نوعه من بين 45 جامعة رياضية، من تقليص نسبة تعاطي المنشطات في المنافسات الوطنية بنسبة كبيرة جدا، خاصة مع اعتماد الجواز البيولوجي، وتم إنجاز 1134 عملية منذ 2014، كما أن العدائين الذين يمثلون المغرب في التظاهرات الدولية يخضعون للفحص المستمر أثناء المسابقات وخارجها.

وساهم هذا البرنامج في إخراج المغرب من اللائحة السوداء للاتحاد الدولي، بعد أن شكل وصمة عار في الرياضة الوطنية، علما أن العديد من العدائين والمسؤولين السابقين، كانوا يساهمون في إثارة المشاكل بين المغرب والاتحاد الدولي باستغلال هذه النقطة، ويضعون أيديهم إلى جانب المسؤولين عن فحص المنشطات من أجل توريط المغرب أكثر، وتلفيق تهمة ترويج الجامعة لهذه الآفة في صفوف العدائين، خاصة بعد الضربة الموجعة التي تلقتها ألعاب القوى الوطنية، أثناء أولمبياد لندن، بسبب ضبط مريم علوي سلولي وأمين لعلو يتعاطيان المنشطات.

ولم تكتف الجامعة طيلة هذه السنوات بالجانب القانوني والرقابي لمواجهة المنشطات، إذ اشتغلت على الجانب التحسيسي أيضا، من خلال تنظيم لقاءات ودورات تكوينية للعدائين من أجل تجنب التعاطي لهذه الآفة، ووضعت برنامجا سنويا يواكب استعدادات عدائي المنتخبات الوطنية للتظاهرات الدولية، واستفاد من هذه العمليات 800 عداء ومؤطر موسم 2015-2016، وألف خلال الموسم الموالي، و1200 في الموسم الماضي.

واضطرت جامعة القوى إلى إصدار 35 إجراء ومسطرة إدارية من أجل ضبط العمل بها، والقطع مع الانفراد بالقرارات، التي كانت سائدة في الفترة السابقة، وهو ما ساهم بشكل كبير في تسهيل عملية اتخاذ القرارات، كما تمكنت من وضع نظام معلوماتي ملائم لأنشطة الجامعة، وعممته على جميع الأندية من أجل تسهيل الإجراءات المسطرية، خاصة في ما يتعلق بالرخص وتفادي العديد من المشاكل التي تنتج عن استخلاصها.

وعملت الجامعة في البداية على ملاءمة نظامها الأساسي مع النظام الأساسي النموذجي وفق قانون التربية البدينة والرياضة 30-09، وحرصت على عقد جمعها العام في الأسبوع الأخير من يناير من كل سنة، تفعيلا لمبدأ الحكامة، كما حددت 30 أكتوبر آخر أجل لعقد الأندية جموعها العامة، ووضعت لها مسطرة دقيقة يتعين عليها احترامها، وبالنسبة إلى العصب الجهوية حددت لها 30 نونبر آخر أجل عقد جموعها العامة، كما عملت على وضع مسطرة خاصة بإحداث الأندية والجمعيات الرياضية، يراعي الكثافة السكانية لكل منطقة، إضافة إلى أنها الجامعة الوحيدة التي اعتمدت تقسيما للعصب الجهوية يراعي التقسيم الجهوي بالمغرب.

واستطاعت الجامعة أن تخضع حساباتها لافتحاص مالي من قبل مكاتب متخصصة ومستقلة، وفرضت على نفسها أداء الضرائب استجابة لمبدأ المؤسسة المواطنة التي تساهم في النهوض بالجانب الاقتصادي للبلاد.

كما تخضع الجامعة لمسطرة دقيقة في توقيع اتفاقيات الشراكة مع اتحادات قارية ووطنية، إذ سبق لها أن وقعت اتفاقية مع الكنفدرالية الإفريقية للعبة من أجل استفادة منتخبات القارة من البنيات التحتية الموجودة بالمغرب، والحسم في الطلبات يتم عبر مكاتب الكنفدرالية الإفريقية ومسؤولي الجامعة.

وتتوفر الجامعة حاليا على 279 ناديا ضمنها 240 دخلت تصنيف الموسم الرياضي الماضي، وعلى 54 ألفا و330 رخصة، بعدما كان عددها في البداية لا يتجاوز 12 ألفا، كما أن عدد المشاركين في منافسات الموسم الماضي بلغ 79 ألف عداء شاركوا في 190 مسابقة وطنية وجهوية.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد