زنقة 20 | الرباط
تحاكم محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء العاصمة الجزائرية شبكة إجرامية منظمة تنشط بكل من المغرب وليبيا والجزائر تمكنت من تهريب أكثر من 120 مهاجر مغربي إلى ليبيا مرورا بالجزائر نحو أوروبا لتمويل الجماعات الإرهابية الناشطة بالأراضي الليبية.
و ذكرت وسائل إعلام جزائرية أن هؤلاء المهاجرين يدخلون ليبيا عبر الحدود الجزائرية الصحراوية من إليزي إلى منطقة الدبداب بمساعدة شاب جزائري انظم الى الجماعات الارهابية بليبيا، أين تتولى جماعة هناك نقلهم إلى أوروبا عبر إيطاليا، وهذا مقابل دفع مبلغ 2000 أورو عن كل شخص توجهها الجماعة الإجرامية هناك لتمويل تنظيم “داعش”.
و نقلت صحيفة “المحور” الجزائرية أن عمليات الهجرة كانت تنظم بالتنسيق بين أفراد الشبكات الذين كانوا يتواصلون فيما بينهم باستعمال “الواتساب” و الفايسبوك كي لا تتوصل إليهم الجهات الأمنية.
و كشفت ذات المصادر أن مصالح الأمن الجزائرية فككت الشبكة الإجرامية الناشطة بالجزائر في إطار تحرياتها التي باشرتها عقب تلقيها معلومات مؤكدة بخصوص تهريب مهاجرين مغاربة عبر الجزائر إلى دولة ليبيا ومن ثم إلى أوروبا بالتنسيق بين أفراد شبكات أخرى تنشط بكل من ليبيا والمغرب.
و توصلت ذات المصالح الى أن المدعو “ك. أنيس” من جنسية جزائرية من كان يتكفل باستقبال الرعايا المغاربة الذين يدخلون الجزائر بطريقة شرعية عبر مطار هواري بومدين الدولي وأثناء وصولهم يكلف أشخاص آخرون يعملون سائقي “كلوندستان” من أجل نقل الرعايا من المطار إلى المحطة البرية بالخروبة وشراء تذاكر لهم الى ولاية ورقلة مقابل مبلغ 50 أورو عن كل فرد، فيما تولى آخرون نقلهم من العاصمة الى ذات المنطقة باستعمال سياراتهم، وهناك يكون في استقبالهم شخص يدعى “الحاج” للتكفل بتمريرهم الى منطقة الدبداب بليبيا عبر الحدود مع منطقة إيليزي.
وبالتنسيق مع الشبكة الناشطة بالأراضي الليبية يورد ذات المصدر ، يتم التكفل بالمهاجرين المغاربة لتهريبهم إلى أوروبا عبر إيطاليا ويتقاضون مقابل ذلك مبلغ 2000 أورو عن كل مهاجر، وهي الأموال التي تجمع وتوجه لتمويل الجماعات الإرهابية بليبيا لتعزيز نشاطها.
وفي إطار التحريات تورد ذات المصادر دائماً ، تم توقيف المتهم “م. إسلام” البالغ من العمر 26 سنة بتاريخ 1 غشت 2017 بالقرب من المركز التجاري الذي ضبط بحوزته أثناء تفتيشه مبلغ 50 أورو ، وبتفتيش مسكنه تم العثور على مبلغ 1250 أورو وحجز 3 هواتف نقالة، التي ضبطت بها مجموعة محادثات عبر تطبيق “الواتساب” مع أفراد من ليبيا والمغرب والمتهم الفار “ك. أنيس” الذي ضبطت له صورة وهو حامل لسلاح “كلانشنيكوف” مع كل من المتهمين “م. إسلام” و “ع. إسلام” الذين كلفهما هذا الأخير بنقل المغاربة من المطار إلى محطة الخروبة باعتبارهما أبناء حيه ويعملان “كلوندستان” مع ضمان تقديم كامل الخدمات لهم من اقامة واقتناء التذاكر للتنقل الى الصحراء.
التحقيق أظهر أيضاً أن المدعو “ك. أنيس” سافر بتاريخ 26 فبراير 2018 إلى فرنسا والتحق فيما بعد بالجماعات الإرهابية بليبيا أين يوجد حاليا، وهو ما جعل السلطات تراسل الانتربول في 29 مارس لتنفيذ الأمر بالقبض الصادر ضده، كما ألقي القبض على المتهم الرابع “أ . يوسف” المكنى “الكومبا” المقيم بدرقانة بالعاصمة الذي تولى بدوره نقل المهاجرين المغاربة بسيارته من العاصمة إلى حاسي مسعود مقابل مبالغ مالية وتسخيره لأشخاص آخرين منهم صديقه “ق.م” وعمه صاحب وكالة لكراء السيارات لمساعدته في نقلهم، ليحال المتهمون الثلاثة الموقوفون على التحقيق القضائي ثم على محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء بعدما وجهت لهم تهم تهريب المهاجرين في إطار جماعة إجرامية منظمة وتمويل جماعة إرهابية تنشط خارج الوطن.