زنقة 20 | وكالات
قصة مثيرة جديدة في دوري أبطال أوروبا كان بطلها توتنهام الذي قلب الطاولة على أياكس في سيناريو عجيب آخر، وذلك بفوزه بثلاثة أهداف مقابل هدفين في إياب نصف النهائي، ليتأهل إلى المباراة النهائية مستفيداً من قاعدة الهدف بهدفين في حال التعادل بمجموع مباراتي الذهاب والإياب.
الشوط الأول تقدم أياكس بهدفين نظيفين، وبما أنه انتصر في لقاء الذهاب بهدف دون رد، ظن الجميع أن الأمور حسمت لمصلحة الفريق الهولندي، لكن توتنهام قلب الطاولة بسيناريو مجنون في الشوط الثاني، وتمكن من تسجل ثلاثة أهداف متتالية عن طريق لوكاس مورا الذي كان بطلاً ليلة اليوم بلا منازع.
الريمونتادا دائماً ما تحتاج إلى توفيق، لكن هذا مجرد عامل مساعد يكون ورائه أسباب أخرى مسؤولة عن النتيجة، وهناك 3 عوامل تحديداً جعلت توتنهام يسيطر على خطى مواطنه ليفربول، لكن ليس في 90 دقيقة، وإنما في 45 دقيقة فقط، وهي على النحو التالي:
– تبديلات عبقرية وسريعة
صحيح أن أول تبديل لبوتشيتينو بإقحام يورنتي بدلاً من لاعب خط الوسط فيكتور وانيما لم يكن له تأثير مباشر، لكن في الحقيقة كان السبب الرئيسي وراء انتفاضة توتنهام في الشوط الثاني، المدرب الأرجنتيني لم ينتظر كثيراً وقام على الفور بإجراء هذا التبديل بين الشوطين.
توتنهام تحول من 4-2-3-1 بالاعتماد على لوكاس مورا كهاجم وهمي، إلى 4-3-3 بمهاجم تقليدي وهو يورنتي، وهذا ساعد مورا وسونج وحتى ديلي آلي وإريكسن على التحرك بشكل أفضل، لان الرقابة توزعت بدخول المهاجم الإسباني الذي شغل مدافعي أياكس، وسمح للنجم البرازيلي بتقديم أفضل مباراة في مسيرته.
بوتشيتينو وجد أن فريقه يقدم أداء ممتاز، وأحرز هدفين، فلم يجري أي تغيير لكي لا يخل بالمنظومة، لكن بعد أن بدأ يستعيد أياكس تماسكه بشكل تدريجي، قرر إخراج المدافع تريبير وأقحم لاميلا، وهو ما وفر الكثافة العديدة التي كانت يحتاجها في ظل تقهقر الفريق الهولندي بالخلف، ونتج عن ذلك تسجيل الهدف الثالث القاتل.
قلة خبرة أياكس ومشكلته المستعصية
كان من الواضح أن لاعبي أياكس لم يتمكنوا من التعامل مع الظروف الصعبة التي وجدوا أنفسهم بها في الشوط الثاني، حيث ظهر الارتباك على معظم اللاعبين، وهذا يعود إلى قلة خبرتهم في ظل أعمارهم الصغيرة، فمعظمهم ما زالوا لاعبين شبان لم يتعرضوا لمواقف مشابهة وتحت هذا الضغط الهائل كون المباراة ستقود المنتصر إلى نهائي دوري الأبطال.
كما يجب الإشارة أيضاً إلى المشكلة الدفاعية التي يعاني منها أياكس امام جميع المنافسين، فرغم أنه تخطى يوفنتوس وريال مدريد، لكنه لم يكن جيداً في العملية الدفاعية وكاد أن يتلقى أكثر من هدف ويودع البطولة لولا التعامل السيء للاعبي الخصم مع الفرص، حتى توتنهام نفسه خلق فرصاً في الشوط الأول وأهدرها، لكنها استغلها بالنهاية وقلب الموازين.
مشكلة أياكس الدفاعية تكمن في عدم وجود لاعبي خط وسط يمتازون بافتكاك الكرة، ودائماً ما نجد مساحة شاسعة أمام رباعي خط الدفاع، عدا طبعاً عن التمركز السيء للمدافعين الذي كان يسمح لحامل الكرة من توتنهام أن يجد لاعباً بدون رقابة في منطقة الجزاء.
لوكاس مورا فقط
في الحقيقة، لو اجتمعت جميع العوامل والظروف بالإضافة إلى التوفيق، ولم يكن يملك توتنهام لوكاس مورا في مباراة اليوم، لما تحققت الريمونتادا أبداً، فما فعله النجم البرازيلي في المباراة ليس أمراً عادياً أبداً، فهذه الأشياء لم نعتد عليها سوى من لاعبي من مستوى اخر مثل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي فقط.
منذ بزوغ نجم لوكاس مورا والجميع يتحدث عن موهبته الفريدة، وبعد انتقاله إلى باريس سان جيرمان، كنا نتوقع منه أن ينفجر ويبدأ المنافسة على جائزة الكرة الذهبية، لكن سرعان ما انتهى به المطاف جالساً على دكة البدلاء، وحتى بعد انتقاله لتوتنهام، لم ينجح في إظهار ولو جزء بسيط من قدراته.
لوكاس مورا يملك إمكانيات كبيرة جداً في التحكم بالكرة والسرعة والذكاء أيضاً، ولا أحد يعلم ما كان ينقصه لكي ينتفض بهذا الشكل، لكن من حسن حظ توتنهام أنه قرر إظهار هذه الإمكانيات في أهم مباراة بالموسم، ليقود الفريق إلى أول نهائي في تاريخه.