حُضُور لغة ‘سيرفانتيس’ بالمغرب..دبلوماسيون وأكاديميون يستعرضون بالرباط تاريخ وحاضر ومُستقبل اللغة الإسبانية
زنقة 20. الرباط | محمد أربعي
إستعرض دبلوماسيون و أكاديميون مغاربة و إسبان وعدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية للدول الناطقة باللغة الإسبانية، الحُضور التاريخي والدور الهام الذي لعبته ولاتزال اللغة والثقافة الإسبانية في تمتين العلاقات بين المغرب و إسبانيا و كافة الدول الناطقة بالإسبانية.
وعبرت كلمات المتدخلين في ثالث يوم من فعاليات النسخة الرابعة لأسبوع اللغة الاسبانية، عن دور اللغة الاسبانية في تعزيز الرصيد الثقافي للمغاربة بالانفتاح على ثقافة شعوبٍ و مجتمعات أخرى تتحدث بهذه اللغة الى جانب إسبانيا الجارة.
وشكّلت هذه التظاهرة الثقافية، التي ينظمها معهد ‘سيرفانتيس’ بالرباط إلى غاية غد الجمعة 26 أبريل، وذلك بحضور وزراء و سفراء ودبلوماسيين ناطقين بالإسبانية و أكاديميين مغاربة وأجانب، فرصة لاستعراض مكانة اللغة الاسبانية والحضور الثقافي الاسباني في المشهد البيداغوجي المغربي منذ تاريخ غير قصير.
و اعتبر ‘فرانسيسكو خافير بيريز’ الكاتب العام لجمعية أكاديميات اللغة الإسبانية، فيً تصريح لمنبر Rue20.Com على هامش اللقاء، أنه قدم عرضاً حول الجمعية التي يرأسها والتي تضم حوالي 23 أكاديمية إسبانية حول العالم.
و سلط ذات المتحدث الضوء على دور هذه الجمعية، بهدف تطوير اللغة الاسبانية (قواميس، قواعد…)، وهي الأهداف التي تخدم نشر اللغة الاسبانية وتقويتها في ‘العالم الاسباني’ أين تعتبر اللغة الأم أو لغة رسمية وكدا بكافة مناطق العالم أين يتطور وجود اللغة الإسبانية.
و شدد ‘فرانسيسكو خافيير بيريز’ على أن المغرب جزء مهم من تاريخه مرتبط باللغة والثقافة الاسبانية، لذلك، يرى ذات المتحدث أن إستمرارية اللغة الاسبانية في المغرب أحد أهداف الجمعية.
نفس الطرح، أكده ‘الحسين بوزينب’ الأكاديمي الذي يعتبر أول مغربي وعربي يحصل على عضو بالأكاديمية الملكية للغة الاسبانية.
و تطرق ‘بوزينب’ ، في مداخلته الى الارتباط الوثيق بين المملكتين المغربية والإسبانية بفضل اللغة و الثقافة الاسبانية عبر تاريخ طويل.
و شدد ذات المتحدث، على أنه بين المغرب و إسبانيا كان هناك دوماً تلاقي عبر التاريخ منذ الملكين ‘سيدي محمد بنعبد الله’ و ‘المٓلك كارلوس الثالث’.
كما اعتبر ‘بوزينب’ أن الجذور المغربية لعدد كبير من الإسبان و الجذور الإسبانية والأندلسية لعدد كبير من المغاربة، لازال يعتبر رابطاً قوياً بين الشعبين و الثقافتين.
الى ذلك، تروم هذه التظاهرة الثقافية، التي ينظمها معهد ثيربانتيس وسفارت الدول الناطقة بالإسبانية المعتمدة بالمغرب، الى تحسيس الجمهور المغربي بأهمية وحضور اللغة الإسبانية في العالم.
واعتبر سفير إسبانيا بالمغرب، ريكاردو دييز هوشليتنر، في كلمة افتتاحية سابقة بالمناسبة، أن هذا الموعد الثقافي الذي يقام كل سنة سيسمح للمغاربة بمعرفة الفرص التي تتيحها هذه اللغة من أجل الدراسة والعمل، مبرزا أن الاسبانية لغة رسمية ل21 دولة ويتحدث بها أكثر من 550 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.، الحسين بوزينب، على شهادة عضو مراسل للأكاديمية الملكية للغة الإسبانية.
ومن جهته، أوضح مدير معهد ثيربانتيس بالرباط، خابير غالبان، أن برنامج هذه الدورة سيشمل تقديم كتب ومجلات، وتنظيم عدة موائد مستديرة، ستمكن الجمهور المغربي من التعرف عن قرب على بعض الجوانب من اللغة الإسبانية وبعدها الدولي، ولاسيما قيمتها كأداة لخدمة الصداقة والإيخاء بين المغرب والدول الناطقة بالإسبانية.
كما كان الوزير المنتدب المكلف بإصلاح الإدارة وبالوظيفة العمومية، محمد بن عبد القادر، قد اعتبر أن اللغة الإسبانية تكتسي أهمية كبيرة بالمملكة، مشيرا إلى أن المغرب نهج خلال السنوات الأخيرة سياسة لتدبير التنوع اللغوي، عززتها أحكام مقتضيات دستور 2011 والتي أكدت على “أن المغرب يظل منفتحا على اللغات الأجنبية الأكثر استعمالا كما أن الدولة تسهر على تعليمها وإتقانها”.
ومن جهته، أكد الديبلوماسي يوسف العمراني، في تصريح مماثل، أن سياسة الانفتاح التي نهجتها المملكة، بقيادة الملك محمد السادس، تجاه إسبانيا ودول أمريكا اللاتينية تعزز من أهمية حضور اللغة الإسبانية.
وأضاف أن هذه المبادرة الثقافية تتيح فسحة للتفكير في تشجيع اللغة الاسبانية خاصة واللغات الأجنبية عامة، مشيرا إلى الغنى اللغوي والثقافي الذي يتميز به المغرب باعتباره نقطة عبور بين إسبانيا وإفريقيا من جهة، وبين إفريقيا ودول أمريكا اللاتينية من جهة أخرى.
وعرف حفل الافتتاح مداخلات لخبراء من المغرب وإسبانيا وأمريكا اللاتينية، من بينهم الروائي والمؤرخ البيروفي فرناندو إيوازاكي، و رئيس تحرير جريدة “آس”، ألفريدو رولانو، الذي ألفى مداخلة حول “اللغة الإسبانية والرياضة”، تلتها قراءة مستمرة لكتاب دون كيشوت على مدى أربع ساعات بدون انقطاع.