المؤمن لا يكذب آ سي بنكيران
بقلم : خالد أشيبان
يبدو أنك فقدت البوصلة، ولم تعد تميز بين “الغبرة” التي تساوي الملايير و”الغبرة” التي تراكمت فوق مكتبك ومكاتب وزرائك من “قلة ما يدار”. ويبدو أن جنون العظمة الذي أصابك قد أثَر على جهازك العصبي فأصبحت لا تميز بين لغة رئيس حكومة ولغة رئيس حزب ولغة بلطجي في الشارع يتعاطى كل أنواع المهلوسات.
والمشكل أنك تملك الجرأة فقط أمام الميكروفونات لتطلق العنان للسانك، أما عندما يتعلق الأمر بتوقيع قرارات في مصلحة هذا الشعب فحينها تبتلع لسانك. ولو كنت تملك الجرأة لأوقفت مهزلة الانتخابات الحالية، لأن حزبنا، حزب الأصالة والمعاصرة، يمول حملته الانتخابية من أموال المخدرات.
نعم سيدي رئيس الحكومة، لقد قلتها بلسانك أمام الآلاف من المغاربة، وقلت قبلها بأن المؤمن يسرق ويزني لكن المؤمن لا يكذب. وبما أننا لا نشكك في إيمانك، كما تفعل أنت وإخوانك، فنحن نطلب منك أن تثبت قولك وتتحمل مسؤوليتك كرئيس حكومة أولاً، وكمشرف رئيسي على العملية الانتخابية ثانياً، وكرجل مؤمن ثالثاً، وتصدر قراراً بإلغاء نتائج الانتخابات مسبقاً وتطلب من وزيرك في العدل فتح تحقيق قضائي في الموضوع وتدلي بأدلتك وتعتقل كل تجار المخدرات داخل حزبنا.
نعم سيدي رئيس الحكومة، أريدك أن تثبت للجميع بأنك مؤمن لا يكذب وبأن قولك صحيح وبأنك رجل شجاع. نعم أريدك أن تفعل ذلك لأنني عضو بالمجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة ولا أقبل أن أجلس مع تجار المخدرات.
نعم أريدك أن تفعل ذلك لأني مغربي ولا أقبل أن يكذب رئيس حكومة بلدي أمام العالم و يشوه صورة البلد لتحقيق أهداف انتخابية ضيقة.
سيدي رئيس الحكومة المحترم،
هل تنام ليلاً ؟ أقصد هل يجد النوم طريقه إلى عينيك؟ أم أن كابوساً مزعجا إسمه إلياس العماري يمنع النوم عنك ؟ ألم يسبق لك أن طلبت من رفيقك الدكتور العثماني، الطبيب النفساني، تحليلاً لحالتك ؟حتماً كان سيفاجئك جوابه وستكتشف أبعاداً في شخصيتك لم تكن تعرفها يوماً ؟
هل تعرف بماذا سيجيبك الدكتور العثماني بعد أن قلت بان التحالف مع البام وارد بعد أن اتهمته باستعمال أموال المخدرات ؟ جوابه حتماً لن يكون سهل التركيب لأن شخصيتك فعلا عبارة عن مزيج من انفصام الشخصية وجنون العظمة والزهايمر وغيرها من الحالات.
لن يستطيع الدكتور العثماني تحليل حالتك بعد جلسة أو جلستين، لأنه حتماً حاول فعل ذلك طيلة أعوام جمعتكم في الحركة والحزب ولم يستطع. أنا متأكد بأنه لم يستطع، ويخجل من البوح لك بذلك.
سيدي رئيس الحكومة المحترم،
هزيمة حزبك في الانتخابات حتمية، وتراجع شعبية حزبك عند المغاربة واقع لا يمكن نكرانه. ليس لأن المعارضة تعبئ ضدك، ولكن لأنك أنت من دمَرت حزبك بيدك. فلتحفظ ماء وجهك ووجه حزبك ولترحل في صمت. فالمغاربة لم يعودوا ينتظروا شيئاً من حكومة “الغبرة”، ليست “الغبرة” المعلومة بل “غبرة” الملفات التي تراكمت فوق مكتبك ومكاتب وزرائك منذ أربع سنوات وهي تنتظر نساءً ورجالاً شجعان.
سيدي رئيس الحكومة المحترم،
المؤمن لا يكذب.