زنقة 20 . مراكش
أعادت الجريمة الشنيعة لمقتل السائحتين الدنماركية والنرويجية، بجبال “شمهروش” باقليم الحوز ضواحي مراكش، الى الواجهة، “أسطورة” حية حول ضريح “شمهروش” الذي أصبح مقصداً لعشرات الأسر المغربية و المغاربية من شمال أفريقيا، قبل أن يتحول الى مقصد للأجانب دون الولوج الى داخله.
“شمهروش” الذي تجاوزت “شُهرته” حدود مراكش، ليتحول الى كلمة شائع، يتم ادراجها في مسلسلات عربية في مصر، و يتم تداولها مغاربياً حينما يتعلق الأمر بالجن الأرضي.
فهو يُعتبر ملكُ و قاضي قُضاة الجن ورئيسهم فوق الأرض لدى مُرتادي ضريحه.
“سيدي شمهروش” كما يطلق عليه ساكنة المنطقة، له يومٌ مُقدس هو “الخميس”، حيث يُعتقدُ أنه يترأس جلسات قُضاة الجن، في محكمة الجن كما يعتقد هؤلاء.
ويعتقد رواد الضريح، أن “شمهروش” كان رئيساً لقُضاة الجن بمرتبة مَلك، يعتنق الاسلام، وهو مُلتزمٌ جداً بتعاليم الدين الاسلامي.
وحسب قاطني المنطقة، فان “شمهروش” يُقدس اللونين الأبيض و الأخضر، كما أنهما اللونين الذين يُفضل ارتدائهما، وكان يضعهما على صدره كما يقوم القُضاة في مصر.
وحسب ذات المعتقدين، فان سلطة “شمهروش” تتجاوز القضاء، ليُعتبر أحد مُلوك الجن السبعه فوق الأرض وأكبرهم سناً، الحاكمة علي كافة الجن الارضي، وجلسات الحُكم تُقام كل خميس.
كما أن “شمهروش”، يُعتبر لدى مُعتقديه، مُسالماً ولا يدخل حُروباً.
ويعتقد رواد المكان، أن ملوك الجن السبعة، المؤمنين بالله ينزون لذات الضريح، كما أن كل يوم مُخصص لأحدهم مُقسمين على أيام الأسبوع السبعة.
سُياحٌ و مواطنون مغاربة ومغاربيين، يحجون أفواجاً لذات المكان الذي لا تصله عربة ولا سيارة، سوى الدواب والراجلين.
شُموع و قرابين، تكسو المكان الممنوع على غير المُسلمين، بلافتة تم تثبيتها بمدخل المسجد القريب من الصخرة البيضاء التي تُشير الى “محكمة الجن” فوق الأرض.
وتُشيرُ معتقدات رواد المكان، الى أن ترويض الجن، تتوجبُ تقديم القربان، وفي حالة تمرده، فانه سيُعرض للمُحاكمة لدى “شمهروش” كبير قُضاة الجن فوق الأرض، وهو ما يجعل المكان ذو قَدسية كبيرة لدى ساكنة المنطقة.
لا أحد يُمكنه الحديث حول ما ان كان فعلاً يوجد ضريح داخل القُبة الصخرية البيضاء، غير أن داخله، يكتشف المرتادين شبه ضريح مكسو بغطاء أخضر وأبيض، مُحاط بالشموع وتُحيط به أيات قرأنية.
ويزداد ايمان مرتادي هذا المكان بقدرة “شمهروش” على العلاج مع تزايد زواره من الأجانب الذين تجلبهم “رغبة الاكتشاف”، كما أن تواجده بالقرب من جبال “توبقال” الشاهقة، جعلت منه مأوى للسياح، بعدما عمل السكان على توفير المأكل والمبيت، لهُواة تسلق الجبال الشاهقة وتارةً بنصب خيام متنقلة من طرف السياح بدون مرافق أو مرشد.