زنقة 20. الرباط
كشفت السلطات السعودية في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول، لتضع بذلك حدا للجدل والتكهنات التي واكبت اختفاءه منذ الثاني من الشهر الجاري بعد دخوله مبنى القنصلية لاستكمال إجراءات إدارية.
وبحسب الرواية الرسمية التي أعلن تفاصيلها النائب العام السعودي، فإن خاشقجي، توفي خلال شجار داخل القنصلية، بعد دخوله في نقاش حاد مع أشخاص تواجدوا بالمبنى لتتطور الأمور بعد ذلك إلى اشتباك بالأيدي انتهى بمقتل المعني بالأمر.
وكان خاشقجي، وهو صحفي سعودي وكاتب عمود في صحيفة “الواشنطن بوست” الأمريكية، قد اختفى بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من أكتوبر الجاري للحصول على وثائق من أجل إتمام زواجه.
ونفت القنصلية السعودية حينها خبر اعتقاله أو تصفيته وقالت إنه غادر القنصلية بعد أن حصل على وثائقه، فيما أكدت السلطات التركية أنه لم يغادر المبنى.
وبحسب بيان النائب العام، فقد تم ايقاف 18 شخصا على خلفية هذه القضية، التي حضيت بتتبع دولي كبير، كلهم من جنسية سعودية “تمهيدا للوصول إلى كافة الحقائق وإعلانها، ومحاسبة جميع المتورطين فيها وتقديمهم للعدالة”.
وكشفت مصادر وصفت ب” المقربة من التحقيق”، تداولتها وسائل إعلام دولية، أن المناقشات مع خاشقجي أثناء تواجده في قنصلية بلاده “لم تسر بالشكل المطلوب وتطورت بشكل سلبي أدى إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي، وتفاقم الأمر مما أدى إلى وفاته”.
وشددت المصادر ذاتها على أنه لم يتم إصدار أية أوامر رسمية لقتل خاشقجي، وأن المشتبه بهم حاولوا بعد الحادث “التكتم على ما حدث والتغطية على ذلك”.
وطالت تداعيات الحادث مسؤولين كبار في مختلف اجهزة الأمن بالسعودية، حيث أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أمرا بإعفاء كل من أحمد عسيري نائب رئيس الاستخبارات العامة، والمستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني من منصبيهما.
كما أمر العاهل السعودي بتشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، من أجل إعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة.
ورحبت الإدارة الأمريكية بإعلان السعودية عن نتائج تحقيقاتها بقضية جمال خاشقجي، معتبرة هذا الإعلان “خطوة أولى جيدة”.
وقال دونالد ترامب إنه يصدق التفسير السعودي بشأن مصير خاشقجي وملابسات موته، مبرزا ان الخطوة السعودية جاءت بشكل أسرع مما كان متوقعا.
وبعد أن أكد أن واشنطن “لاتزال لديها أسئلة”، نوه إلى أن التحقيقات جارية، كاشفا عن أنه سيتم التواصل مع الحكومة السعودية للإجابة على الأسئلة.
وكان ترامب قد ذكر في تصريحات سابقة أن الصحفي السعودي “قتل على الأرجح”، ووصف القاتلين ب “الأشخاص المارقين”.
وزار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو كلا من الرياض وأنقرة عقب اختفاء خاشقجي وحث الجانبين على ضرورة القيام بتحقيق شامل وسريع للكشف عن ملابسات الحادث.
أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فأبدى “إنزعاجه الشديد” إثر اعلان مقتل الصحافي جمال خاشقجي، مشددا في بيان على ضرورة إجراء تحقيق سريع ومعمق وشفاف في ظروف وفاة خاشقجي وعلى المحاسبة التامة للمسؤولين عن ذلك.
وأجرى العاهل السعودي والرئيس التركي مساء أمس اتصالا هاتفيا أكدا خلاله على أهمية استمرار البلدين في التعاون التام لبحث مختلف جوانب هذه القضية.
ولم يصدر أي رد فعلي رسمي من تركيا منذ الإعلان عن النتائج الأولية للتحقيق.