زنقة 20. الرباط
أكد الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة عبد الكريم بنعتيق، اليوم الجمعة بالدريوش، أن المغرب يتوفر على إمكانيات هامة، لا سيما من حيث البنيات التحتية والمؤسسات، من شأنها تشجيع المغاربة المقيمين بالخارج على الاستثمار في بلدهم الأم.
وأضاف بنعتيق، خلال لقاء تواصلي مع أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج المنحدرين من إقليم الدريوش، بمناسبة اليوم الوطني للمهاجر الذي ينظم هذه السنة تحت شعار “أية أدوار للكفاءات المغربية بالخارج في تنمية الاقتصاد الوطني؟”، أن المغرب يشهد دينامية سوسيو اقتصادية حقيقية تتطلب المزيد من انخراط مغاربة العالم، الذين يعدون بمثابة سفراء للمملكة.
وأكد، في هذا الصدد، أن مغاربة العالم، المرتبطين على الدوام بثوابت ومقدسات الأمة المغربية، يعدون ضمن الجاليات الأفضل اندماجا في بلدان الاستقبال، وذلك بفضل تشبعهم بقيم احترام الآخر والتسامح والانفتاح على الثقافات الأخرى.
وقال إن المغرب مدعو إلى الاستفادة كذلك من كفاءاته بالخارج، لا سيما في ما يتعلق بالتكنولوجيا الدقيقة في ظل سياق موسوم بمنافسة دولية كبيرة، مشيرا إلى أن المغرب يولي عناية خاصة لقطاعات واعدة بغية مواكبة التحولات التكنولوجية التي أفضت إلى ظهور مهن جديدة.
وأبرز الوزير أن إنجازات المغرب الكبرى، بقبادة الملك محمد السادس، تتطلب انخراطا فعليا من الجميع، لافتا إلى أن الجالية المغربية بالخارج تتوفر على كفاءات من ذوي المؤهلات العليا، “ونحن فخورون بها”.
من جهة أخرى، استعرض بنعتيق عددا من المبادرات الرامية إلى تشجيع مغاربة العالم على الاستثمار، لا سيما عبر إطلاق البوابة الإلكترونية “الجهة 13″، بغية حث أرباب المقاولات المغاربة المقيمين بالخارج على الاستثمار في بلدهم الأم، وبما يفضي إلى تنمية المبادلات الاقتصادية بين المملكة والخارج.
كما ذكر باتفاقية الشراكة المبرمة بين الوزارة والمحافظة العقارية من أجل إطلاق تطبيق “محافظتي” الإلكتروني، الذي يسمح لمستخدميه، بواسطة رقم سري، بالبقاء على اطلاع بكل العمليات المسجلة على سندات الملكية الخاصة بهم.
من جانب آخر، أبرز بنعتيق الدور الريادي للمغرب في ما يتعلق بتدبير الهجرة، مذكرا في هذا الصدد بانعقاد المؤتمر الدولي حول الهجرة في دجنبر المقبل بمراكش، والذي سيتم خلاله المصادقة على ميثاق عالمي حول الهجرات الآمنة، المنظمة والمنتظمة.
وفي تصريح للصحافة، أضاف الوزير أن اليوم الوطني للمهاجر يمثل مناسبة للاعتراف بالكفاءات المغربية التي ساهمت في تنمية المغرب وقدمت خبراتها في خدمة الوطن، كما يعد فرصة لإرساء قنوات التواصل مع مغاربة العالم، وذلك بغية تحسيسهم بإمكانيات الاستثمار التي يمنحها المغرب، لا سيما بالنسبة لأولئك الذين راكموا تجربة مهنية في بلدان الاستقبال.
من جهتهم، أشاد المشاركون في اللقاء بهذه المبادرة، التي مكنتهم من الاطلاع على المؤهلات والإمكانيات المحلية للاستثمار ومن الحصول على أجوبة ملموسة على تساؤلاتهم، داعين إلى بذل المزيد من الجهود في ما يتعلق بتيسير الإجراءات الإدارية.
وتميز هذا اللقاء بتقديم عرض حول المشاريع التي أنجزت، بشكل كلي أو جزئي، بإقليم الدريوش من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتي تتوخى، على الخصوص، محاربة الفقر والهشاشة، والتأهيل الترابي.