زنقة 20 | الرباط
منحت لجنة تصحيح امتحانات الباكلوريا بمركز التصحيح ‘ادريس بن زكري’ بمديرية الخميسات نقطة الصفر لتلميذ يتابع دراسته في شعبة العلوم فيزيائية/تخصص فرنسية ، بعد تحريره لإنشاء فلسفي باللغة الفرنسية عوض العربية.
و أثارت الواقعة جدلاً واسعاً وسط هيئة التدريس و الأطر التعليمية بمختلف مدن المملكة حيث كتب أحدهم يقول : ” حقيقة استغرب للمفتش التربوي الذي دعا الأستاذ المصحح لمنح النقطة الصفر للتلميذ، فما هي الأسس القانونية و البيداغوجية التي لجأ إليها هذا المفتش التربوي ليحكم على المتعلم بالرسوب فقط لأنه كتب نصا انشائيا باللغة الفرنسية؟”.
و أضاف : ” هناك فراغ تشريعي في الموضوع، و القاعدة تقول أنه في حالة الفراغ التشريعي يتم اللجوء للاجتهاد و هذا الأخير يجب أن يفسر لصالح التلميذ و ليس ضده. في تقديري وجب التعامل مع ورقة تلميذ الخميسات بشكل عادي و التركيز يجب أن ينصب على المضمون و ليس على اللغة و ذلك لاعتبارات عدة”.
و أشار إلى أن : ” شعبة التلميذ هي العلوم الفيزيائية تخصص اللغة الفرنسية و بالتالي اللغة الفرنسية في صلب دراسته لأغلب المواد، و الفلسفة هي أم العلوم و بالتالي لا يمكن ان تكون أبدا حكرا على أي لغة و لا يجب أن تستثنى منها أي لغة، و كذا ورقة الامتحان لم تشر إلى اللغة التي يجب ان يكتب بها المترشح” معتبراً أنه ” لكل هذه الاعتبارات، أرى انه من حق التلميذ نقطته كاملة و أرى أنه مستقبلا في مثل هذه المواد وجب ترك للمتعلمين حرية الكتابة باللغة التي يريدون”.
أستاذ آخر للتعليم الثانوي كتب يقول : ” تلميذ من شعبة العلوم الفيزيائية خيار فرنسية، حرر ورقة الفلسفة بالفرنسية. ما رأيكم في النازلة؟ هل يمنح صفرا أم تصحح ورقته بشكل طبيعي؟ هل كونه ينتمي إلى الخيار الفرنسي يعطيه الحق في كتابة المواد الأخرى بالفرنسية؟ إلا يعد تدريس المادة بالعربية وطرح السؤال بها سببا موجبا للتحرير بها؟ ألا يعد غياب تحديد لغة التحرير في السؤال فراغا قانونيا يمكن أن يخلق نقاشا هامشيا؟ ألم يكن في مقدور هذا المترشح ان يوظف لغته الأجنبية في الترجمة والاطلاع لاغناء اجاباته بدل الدخول في متاهة لا تحمد عقباها؟ أليس العرف أن تكتب المادة بلفة تدريسها؟ وإن كان الحق مع التلميذ فلم لم يحرر ورقة التربية الإسلامية الإجتماعيات بالفرنسية؟”.
إطار تعليم آخر اعتبر أنه : ” استتكثروا عليه أنه اختار الانسجام مع لغة تخصصه بدل تكريس حالة الانفصام اللغوي الذي تعرفه هذه المنظومة التربوية المهترئة.”
و تسائل : ” أليست الفلسفة أم العلوم كما يقال؟ هل لغة الأم تختلف عن لغة الأبناء، مع المجاز طبعا؟ أتمنى من الصديق محمد أودادا، المدير الإقليمي للخميسات، الاتصاف بالحكمة التي عهدناها في سعادته، وحماية هذا الشعلة من الانفصاميين..فالمشكلة مصدرها هو هذه المنظومة التي تُعادي الحسم وتعشق المناطق الرمادية”.
و زاد بالقول : ” نرى هذا عندما تفرض الوزارة على حاملي الإجازات في الفرنسية والانجليزية ومختلف العلوم أن يجيبوا في مادة علوم التربية قصد التوظيف باللغة العربية، ليجدوا أنفسهم، بعد النجاح مضطرين للتدريس بالفرنسية!!! (مئات الأساتذة المتعاقدين فرض عليهم تدريس العلوم باللغة الفرنسية رغم أنهم تلقوا تكوينا عربيا)!!! نرى هذا في الامتحانات المهنية أيضا، بشكل يخرق مبدأ تكافؤ الفرص بين الأساتذة.”