زنقة 20 | الرباط
كشفت الأبحاث والتحقيقات التي تباشرها المصالح الأمنية والقضائية أن أحد أفراد “المافيا” الملقب بـ”موس”، أحد المتورطين في جريمة “لاكريم”، استولى على شحنة كبيرة من المخدرات الصلبة، في عملية نفذها رفقة ثلاثة من أفراد أسرته، قدرت بـ200 كيلوغرام من الكوكايين الخام تقدر قيمتها المالية بالملايير، وقد قتل في هذه العملية زعيم المافيا المذكورة سنة 2012 بأمستردام.
وأوضحت التحقيقات أن ما جناه “موس”، من أعماله الإجرامية استثمره في شراء ممتلكات عقارية ومقاه بالمغرب من ضمنها مقهى بجليز، ليصبح مهددا بالتصفية الجسدية رفقة أقربائه من طرف “مافيا”، التي يعتبر المتورطون في جريمة “لاكريم” ضمن عناصرها.
وخلصت أبحاث قاضي التحقيق تورد “المساء” إلى أن المشهور بلقب “ملك الموت”، وهو بارون مخدرات مغربي، زعيم شبكة للاتجار الدولي في المخدرات الصلبة، خاصة الكوكايين والهيروين المعروفة في هولندا وأوروبا، كان وراء جريمة مقهى “لاكريم” بالحي الشتوي بمراكش، التي تكلف بتنفيذها قاتلان هولنديان مأجوران هما “إداوين غابريال روبليس مارتينينز” ومواطنه “شارديون إليسيز غريغوريا سيمريل”، أحدهما ينحدر من جمهورية الدومينيكان، والثاني من جمهورية سورينام، معروفان بلقب “الراسطا” في إشارة إلى تسريحة شعريهما.
وكشفت التحقيقات، التي باشرها قاضي التحقيق مع المتهمين، أن أصحاب الضفائر “الراسطا” يختصون بتنفيذ عمليات القتل والانتقام، ويعملون لحساب “المافيا” المذكورة، التي كان أفراد عائلة “موس” من ضمنها.
وتقاس قيمة وأهمية رجل “المافيا” المذكورة بطول الضفائر، فكلما كانت الضفيرة أطول، كلما كانت مكانته أكبر في التنظيم، وفي حالة إذا ما أخطأ في مهمة ما، فإنه يتم قص ضفائره، وهو ما يفسر أن المشتبه فيهما في هذه القضية، من أصحاب الظفائر الطويلة جدا ومحط ثقة زعماء “المافيا”.
واستنادا إلى تصريحات المتهمين وإفادات الشهود، فإن الصدفة هي التي أنقذت المستهدف الرئيسي في هذه العملية في آخر لحظة من التصفية الجسدية، في الوقت الذي راح ضحية الجريمة طالب بكلية الطب والصيدلة نجل مسؤول قضائي، ب12 رصاصة في مؤخرة الرأس والجانب الأيسر من صدره، ذنبه الوحيد أنه كان يوجد في التوقيت والمكان الخطأ بالمقهى.
وأشارت تصريحات المستجوبين إلى أن “ملك الموت” ملف شقيقه الأصغر بالانتقال إلى مراكش، للإشراف الميداني على تصفية “م” بمساعدة عضو محوري في العصابة يسمى “أ.ب”، الذي كان يتحرك باسمين مزيفين هما “إلياس” و”حكيم”، وهو من تولى ضبط تحركات وتدخلات باقي أعضاء العصابة، الذين وصل عددهم إلى خمسة أشخاص، بالإضافة إلى فتاة، توافدوا تباعا على مراكش أياما قليلة قبل الجريمة، وأمر أفراد عصابته بالرصد الدقيق لتحركات الهدف مرسلا إليهم صورته الشخصية، ووضع رهن إشارتهم شبكة هواتف داخلية ذكية يتواصلون ويتبادلون بواسطتها الرسائل النصية، التي تحذف أوتوماتيكيا بعد ساعتين من إرسالها.