زنقة 20. مكناس | صور : محمد أربعي
أكدت السفيرة الهولندية في المغرب، ديزيري بونيس، أن بلادها تعتزم الاستفادة من كونها ضيف شرف للملتقى الدولي للفلاحة في المغرب، لتقديم خبرتها في مجال اللوجيستيك الفلاحي.
ونوهت بونيس في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، بمشاركة هولندا في الملتقى الدولي للفلاحة في المغرب، كدولة تتمتع بخبرة واسعة في مجال اللوجستيك الفلاحي، وذلك تماشيا مع الشعار الأساسي لدورة 2018، التي تنعقد بمكناس من 24 إلى 29 أبريل الجاري.
وأبرزت بونيس أن هولندا هي ثاني مصدر عالمي للمنتوجات الفلاحية، وهذا يعتبر كما قالت “أمرا مبهرا إذا تم الأخذ بعين الاعتبار المساحة المتواضعة للبلد، إضافة إلى أنه محاط بالبحر”، مضيفة أنه “بالرغم من هذه الإكراهات، استطاعت الإنتاجية الفلاحية المحلية الوصول إلى مستوى عال”.
وأضافت السفيرة الهولندية أن بلدها يمكن أن يساهم بشكل كبير في تنمية القطاع الفلاحة في المغرب، وهو ما تحاول هولندا القيام به في هذا الملتقى.
وأكدت بونيس في هذا الصدد، أن الملتقى يشكل منصة للجمع بين المقاولات الهولندية والمغربية، مبرزة أن رواق هولندا بالملتقى يتكون من 30 شركة أتت لتقاسم معارفها والبحث عن فرص تجارية.
وأوضحت أن القطاعات الممثلة في الرواق الهولندي تشمل قطاع البستنة وقطاع الحليب وقطاع اللوجستيك الفلاحي وقطاع الصناعة الزراعية، مبرزة أن هذه القطاعات تسلط الضوء، من جهة، على الاختصاصات الهولندية في القطاع الفلاحي، ومن جهة أخرى، تستجيب لطلبات الجانب المغربي، لأنها تمثل قطاعات ذات قيمة مضافة تنموية في المغرب.
وأكدت السفيرة كذلك على ضرورة تركيز الفلاحة أكثر على التنمية المستدامة، في ظرفية يمثل فيها التغيير المناخي أهم التحديات التي تواجه المغرب، معربة عن استعداد بلدها لتقاسم تجربته في هذا الميدان.
في هذا الصدد، قالت بونيس ان التجربة الهولندية تحضر كنموذج يستلهم في التجارب التي يحتضنها مركز البستنة بأكادير وبمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، وهو المشروع الذي تم انجازه بشراكة مع الجامعة الهولندية فاخينينجن.
وبخصوص قطاع الحليب، أبرزت السفيرة أن بلدها “يساند منتجي الحليب الصغار بجهة دكالة في تحسين تدبيرهم للأبقار ذات السلالة الهولندية، لكي ينتجوا كمية الحليب المتوخاة، بتحسين التغذية والشروط الصحية والمعدات المستعملة في الإسطبلات”.
وأشادت بمستوى التعاون بين المغرب وهولندا حيث وصفته “بالجيد”، مذكرة أن هذه العلاقة تعود إلى أكثر من أربعة قرون. وفيما يخص التعاون مع المغرب على المستوى المتعدد الأطراف، فأكدت أن هولندا، من موقعها كدولة مؤسسة للإتحاد الأوروبي، تسجل هذا “التعاون متعدد الأبعاد والراسخ “.
وأبرزت في هذا الصدد أن القرب الجغرافي بين أوروبا والمغرب يعزز التعاون الوطيد في عدة قطاعات ذات مصلحة مشتركة منها، مكافحة الإرهاب ورفع تحدي التغيير المناخي والتدبير الناجع للهجرة، معربة عن أملها في أن يتواصل هذا التعاون، بنفس روح الصداقة التي تجمع بين البلدين.
من جهة أخرى، أكدت السفيرة على غنى العلاقات الإنسانية التي تجمع بين المغرب وهولندا، مشيرة إلى أن قرابة 400 ألف هولندي هم من أصول مغربية، واستطاعوا في الغالب الاندماج الجيد في المجتمع الهولندي.