زنقة 20 | الرباط
كشفت مصادر إعلامية أن لجنة ترشح المغرب لتنظيم كأس العالم 2026 راسلت الإتحاد الدولي لكرة القدم الذي يترأسه الإيطالي ” إنفانتينو” مستنكرةً و محتجةً على منح لجنة إدارية يتحكم فيها هو شخصياً وتضم خمس أعضاء من الهند وكرواتيا وسلوفاكيا ومقدونيا وسويسرا صلاحية حرمان أي ملف مرشح لتنظيم مونديال 2026 من المرور إلى مرحلة التصويت، وهو الأمر الذي يعني أن هذه اللجنة باتت أكبر من مؤتمر الفيفا الذي سيعقد في 13 يونيو القادم للتصويت على مستضيف كأس العالم.
و تناقلت وسائل إعلام دولية أن “الفيفا” و في مؤتمرها الأخير ببوغوطا الكولومبية، وفي سرية تامة صادق مجلسها بالأغلبية وسط امتناع أوربي عن التصويت على منح لجنة إدارية يتحكم فيها “إنفانتينو” صلاحية حرمان أي ملف من المرور إلى مرحلة التصويت (13 يونيو).
و كان “إنفانتينو” قد أكد قبل أيام أن اختيار الدولة المستضيفة لبطولة كأس العالم التي ستقام عام 2026 ستكون بمنتهى النزاهة والشفافية.
وفي بيان لرئيس “فيفا”، قال انفانتينو “قواعد عملية اختيار الدولة المنظمة لمونديال 2026 هي أعلى المعايير من حيث السلوك الأخلاقي والمشاركة وحماية حقوق الإنسان والنزاهة والشفافية” وأضاف “هذه خطوات ضرورية لضمان عدم العودة أبداً إلى الطرق القديمة”.
لكن متتبعين للشأن الكروي يرون أن “إنفانتينو” يسير على خطى الرئيس السابق للفيفا “جوزيف بلاتر” و يسعى لإرضاء الولايات المتحدة الأمريكية للحفاظ أولاً و أخيراً على منصبه كرئيس للإتحاد الدولي للفيفا.
الإعلامي الرياضي الجزائري “حفيظ دراجي” نشر مقالاً مطولاً حول القضية تطرق فيها إلى تفاصيل دقيقة حول “تورط” إنفانتينو” في “مؤامرة” لإقصاء الملف المغربي يوم 7 يونيو قبل وصوله لموعد التصويت 13 يونيو.
و قال “دراجي” أن القرارات التي صادق عليها المجلس التنفيذي للفيفا في العاصمة الكولومبية بوغوتا بخصوص شروط وقواعد عملية الترشيح لتنظيم كأس العالم 2026، كانت حاسمة و مؤشر على إقصاء الملف المغربي مبكراً حتى قبل وصول موعد التصويت في 13 يونيو القادم.
و أوضح “دراجي” في مقال له أن القواعد الجديدة للتقييم تعتمد بنسبة 70 في المئة على حجم ونوعية المرافق والبنية التحتية، و30 في المئة على تقديرات العائدات المالية من التنظيم، وهي معايير اعتبرها لن تخدم المغرب منذ تقرر زيادة عدد المشاركين في النهائيات الى 48 منتخبا، خاصة وأن اللجنة المستقلة ستقوم بزيارات ميدانية بدءا من الشهر المقبل، وتتولى دراسات الملفات وتنقيطها بعلامة تفوق الاثنان من خمسة.
و أضاف أنه إذا حصل أحد الملفين على علامة أقل من اثنين سيقصى قبل الجمعية العمومية التي سيكون التصويت فيها سريا وليس برفع الأيدي كما طالب بذلك المغرب والاتحاد الافريقي لكرة القدم! وبناء على قرار اللجنة في 6 يونيو المقبل، سيتم التعرف على الملفات الناجحة، والتي سيخول لها ذلك المرور إلى المرحلة النهائية، وهي مرحلة التصويت السري النهائي، والذي حدد موعده في 13 يونيو المقبل، حينها ستدلي 211 دولة عضوة بصوتها لتحدد الفائز بشرف تنظيم مونديال 2026.
قرار الفيفا باعتماد لجنة «مستقلة» تتخذ قرارا أوليا في 6 يونيو، اعتبره “دراجي” فيه تحايل على المغرب لم يتفطن له في حينه الوفد المغربي المشارك في اجتماع الفيفا، والذي قد يصدم برفض ملفه قبل الجمعية العمومية المقررة عشية انطلاق مونديال روسيا، وبالتالي سيعرض ملف واحد للتصويت، وهو ملف الثلاثي أمريكا وكندا والمكسيك تجنبا لأية مفاجأة لن تتحملها الولايات المتحدة هذه المرة، ولن تتحمل تبعاتها الفيفا، التي يبدو أنها لا تريد فتح جبهة حرب ستخسرها ضد أمريكا التي ستسعى للإطاحة بالملف المغربي قبل الوصول الى الجمعية العمومية وإعطاء فرصة التصويت لـ211 عضوا في الاتحاد الدولي لا يمكن التحكم فيهم كلهم.
و أبرز أن ” أولى معالم فوز ملف أمريكا اللاتينية بدأت بتشكيل اللجنة «المستقلة»، ثم تلميحات بعض الاتحادات الأوروبية والآسيوية وحتى بعض البلدان العربية على غرار مستشار ولي العهد السعودي المكلف بالرياضة في المملكة السعودية الذي لمح الى أن السعودية ستبحث عن مصلحتها في إتخاذ قرارها يوم التصويت، وقد تحذو حذوه عديد البلدان العربية والاسيوية، كما أن الكاف لن يكون في مقدوره توجيه الاتحادات الافريقية للتصويت على المغرب، رغم نفوذ فوزي لقجع رئيس الاتحادية الملكية لكرة القدم وعضو اللجنة التنفيذية للكاف، لكن يبدو أنه مجرد نفوذ لا يتعدى حدود القارة السمراء! انفانتينو لن يغامر بمنصبه ومستقبله وأظهر منذ البداية قلقه من التفاوت في مستوى البنية بين الملفين ولا يريد أن يخسر أمريكا ويخسر منصبه مهما كانت الأسباب، واللجنة «المستقلة» ستقوم بالمهمة القذرة في اقصاء الملف المغربي قبل المؤتمر.”
أمريكا من جهتها حسب “دراجي” ستقوم بكل ما في وسعها لتجنب بلوغ مرحلة التصويت، وملف أمريكا اللاتينية سيلعب على وتر التنظيم المشترك لمواجهة ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة الى 48 منتخبا لن تقدر عليهم سوى البلدان الثلاثة مجتمعة.”
و زاد قائلاً : ” صحيح ان الملف المغربي ازداد قوة وصلابة منذ تاريخ أول ترشيح سنة 1994، صحيح أيضا أن ملف مغرب 2018 أفضل بكثير من كل الملفات الأربعة التي تقدم بها سابقا، لكن قوة وصلابة الملفات لم تكن عبر التاريخ هي العامل الوحيد في الظفر بشرف تنظيم كل الأحداث الرياضية الكبرى، حتى وان كان ملف المغرب الأكثر اغراء للمستثمرين الأوروبيين والأمريكان لأنه يفتح الأبواب أمامهم للحصول على المشاريع والمساهمة في بناء الملاعب والفنادق وشبكات الطرق وسكك الحديد”.
ومع كل هذا وذاك يضيف “دراجي” و “حسب توقعات العارفين بخبايا الفيفا، والصلاحيات المخولة للجنة «المستقلة»، ونفوذ أمريكا وتخوف مجلس الفيفا من المغامرة بمصيره، فان المغرب سيقصى في 6 يونيو قبل تاريخ المؤتمر بحجة عدم قدرته على استضافة 48 منتخبا، وسيخفق للمرة الخامسة منذ أول ترشيح سنة 1994 لتكون الصدمة هذه المرة أكبر والضربة أقوى ويتأجل الحلم لسنوات أخرى، أو ربما لن يتحقق أبدا!”.