الهدوء يعود لجرادة بعد يوم مواجهات دامٍ والحكومة تجدد إلتزامها بالوفاء بتنفيذ النموذج التنموي للمنطقة

زنقة 20. وحدة | كمال لمريني

عاد الهدوء إلى شوارع مدينة جرادة، بعد أن عاشت ليلة أمس الأربعاء، على وقع احتجاجات قوية، أسفرت عن إصابات في صفوف المحتجين والقوات العمومية، أثناء نشوب مواجهات وصفت ب”الدامية”.

وذكرت مصادر طبية لموقع rue20.Com، انه تم تسجيل 228 إصابة في صفوف رجال الأمن والمحتجين، 10 حالات تم نقلها إلى المستشفى الفارابي بوجدة من اجل تلقي العلاج، اغلبهم من القوات العمومية.

ولم يتم الكشف عن عدد المحتجين المصابين، بعد رفضوا الولوج إلى المستشفيات خوفا من اعتقالهم، في حين يسود هدوء حذر المواطنين.

وكما قام العديد من التجار بإغلاق محلاتهم التجارية ومكوثهم في المنازل احتجاجا على ما وصفوه ب”تدخل قوى الأمن”، وخوفا من نشوب مواجهات جديد، أمام التواجد الأمني الكثيف بالمدينة.

وفي وقت تداولت فيه مواقع الكترونية وصفحات على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، الخاصة بجرادة، خبر وفاة شاب يبلغ من العمر 16 عاما، في أحداث، أمس الأربعاء، نفت عمالة إقليم جرادة الخبر، مؤكدة على أن ما تم ترويجه أخبار كاذبة وتضليلية.

وأعلنت أن السلطات المحلية لإقليم جرادة تحرص على التأكيد على أن التحريات والأبحاث التي باشرتها مصالحها بهذا الخصوص، اليوم الخميس، لم تثبت نهائيا تسجيل أية حالة وفاة من هذا القبيل.

وإلى ذلك، دعت وزارة الداخلية السلطات القضائية المختصة قصد فتح تحقيق في موضوع ترويج صور لمصابين بجروح في وقائع جرت بالشرق الأوسط والادعاء أنها لأعمال عنف مارستها القوات العمومية بإقليم جرادة.

وفي وقت كانت المواجهات مستمرة بمدينة جرادة، بين المحتجين وقوات الأمن، أمس الأربعاء، خرج المئات من الطلبة المنتسبين لفصائل طلابية مختلفة في مسيرة احتجاجية انطلقت من الحي الجامعي التابع لجماعة محمد الأول بوجدة، في مسيرة احتجاجية، عبروا من خلالها عن تضامنهم مع سكان جرادة، والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين.

وكانت السلطات المحلية بإقليم جرادة، قد اصدرت قرار منع التظاهرات في الساحات والطرقات، لكونها لا تتوفر على الترخيص، وأنها تشكل إخلالا بالأمن والنظام العامين مع عرقلة السير بالطرقات العمومية.

وجاء قرار المنع، على إثر الدعوات والنداءات المتكررة سواء في مواقع التواصل الاجتماعي أو خلال الكلمات المعبر عنها خلال المظاهرات والتجمهرات غير المرخصة التي تم تنظيمها مؤخرا بمدينة جرادة.

وأكدت السلطات على أن الدعوة إلى الاستمرار في تنظيم هذه الأشكال الاحتجاجية ودعوة الساكنة المحلية للمشاركة فيها، يعتبر “تحديا واضحا للمساطر والقوانين الجاري بها العمل”.

وفي ذات السياق، أعلنت السلطات الإقليمية بجرادة، أن مجموعة من الأشخاص، حاولوا في تحد لقرار منع تنظيم جميع الأشكال الاحتجاجية غير المرخصة، تنظيم اعتصام بمحيط الآبار المهجورة على مقربة من ثانوية الفتح، مشيرة إلى أن بعض العناصر الملثمة، عمدت في خطوة تصعيدية، إلى استفزاز القوات العمومية ومهاجمتها بالحجارة، مما اضطرت معه هذه القوات، بتنسيق مع النيابة العامة المختصة، إلى التدخل لفض هذا الشكل الاحتجاجي.

https://youtu.be/PGn8hEjlCmo

وكما قام المتظاهرون بإحراق 5 سيارات تابعة للقوات العمومية وإلحاق أضرار مادية جسيمة بمجموعة من العربات والمعدات المستخدمة من قبل هذه القوات، في حين تم توقيف 9 أشخاص على خلفية هذه الأحداث، سوف يتم تقديمهم أمام العدالة.

وكانت مصالح الأمن، قد أوقفت، 3 نشطاء من الحراك بجرادة، إلا أن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بوجدة نفى أن يكون إيقاف مصطفى دعنين بمدينة جرادة، أن تكون له أي علاقة بالأحداث التي تعرفها المدينة، مؤكدا على أن ما تداولته المواقع الالكترونية وكذا مواقع التواصل الاجتماعي من أخبار مفادها أن إيقاف المعني بالأمر له علاقة بحراك جرادة تبقى “عارية من الصحة ولا تمت إلى الحقيقة بصلة”.

وأشار فيصل الإدريسي الوكيل العام للملك في بلاغ توصل موقع rue20.com، بنسخة منه، انه بعد التحريات الجارية في الموضوع من طرف الضابطة القضائية تبين أن الأمر يتعلق بحادثة سير ارتكبت من طرف المعني بالأمر بتاريخ 8 مار الجاري على الساعة الواحدة صباحا وان الأبحاث لازالت جارية.

وظل الحراك الشعبي لمدة تزيد عن 3 أشهر على التوالي، يطالب بتدخل حكومي عاجل لإنقاذ مدينة الفحم وتوفير بديل اقتصادي يرقى إلى تطلعات الساكنة والتضحيات التي قدمتها جراء استمرار سقوط “شهداء الرغيف الأسود”.

وفي هذا الإطار، أعلن سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، عن رزمة من القرارات الهامة والآنية لفائدة ساكنة إقليم جرادة، بعد اتخاذه قرارا يقضي بالسحب الفوري لجميع رخص استغلال المعادن التي تخالف المقتضيات القانونية، وهو القرار، الذي قال عنه إنه اتخذ على إثر نتائج التحقيق، فيما زف البشرى لعمال شركة مفاحم المغرب جرادة، أثناء إعلانه عن قرب إتمام عملية تفويت المساكن لمستغليها من عمال هذه الشركة، موضحا أنه أعطى أوامره للجهات المسؤولة لاتخاذ القرار وتنفيذه في أقرب الآجال.

واندلعت الاحتجاجات بجرادة، عقب وفاة الشقيقين “شهيدي الفحم”، اللذين لقيا مصرعهما داخل بئر للفحم الحجري بمدينة جرادة بعد انهيار البئر المعروفة ب”الساندريات” أثناء قيامهما بعملها في استخراج الفحم الحجري.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد