زنقة 20 . الرباط
تراجع كبير عدد المنحدرين من شمال المغرب الملتحقين بجبهات القتال بسوريا والعراق خصوصا في صفوف “داعش” خلال الستة الأشهر من سنة 2015، هذا ما كشف عنهُ تقرير صادر عن مركز الشمال لحقوق الإنسان، مُؤكداً تصاعد ملحوظ في عدد الأفراد الملتحقين بجبهات القتال من ذوي المستوى التعليمي المرتفع من الذين كانوا يتابعون تكوينا في الشعب العلمية والتقنية والمنتسبين إلى الطبقة الاجتماعية العليا، مع ملاحظته استمرار هيمنة الشباب على الفئات العمرية الأخرى التي يتم استقطابها من طرف تنظيم “داعش”.
تقرير مركز الشمال لحقوق الإنسان، أفاد أن المخاطر التي أصبحت تحيط بالمغرب لا تتمثل في الخلايا الإرهابية فقط والتي يشهد المجتمع الدولي للمغرب بنجاعته إلى حد الآن في رصدها وتفكيكها، بل الخطر الأكبر يتمثل في ما يسمى “بالذئاب المنفردة” وهو ما أكدته الضربات الإرهابية التي تعرضت لها كل من تونس والكويت وفرنسا مؤخرا يقول التقرير.
وأشار تقرير المرصد الذي غطى من فاتح يناير 2015 إلى 30 يونيو منه، إلى أن أكبر العوامل في التحاق المغاربة بـ”داعش” تتعلق أساسا بالعوامل الدنيوية التي تتجلى في (تحقيق الذات، والإغراءات المادية لتنظيم “داعش”، البحث عن الرفاهية…)، موضحا أن ذلك ناتج عن البطالة، وامتهان وظائف هامشية، والسكن بأحياء شعبية، كأسباب رئيسية بالنسبة للفئة المنحدرة من طبقات اجتماعية متدنية.
وإعتبرالتقرير، في استناده على دراسة للمرصد، أن من العوامل الأخرى المساهمة في التحاق المغاربة بـ”داعش”، الإيديولوجية والخطاب الديني المشحون بالعاطفة، وتبني مفهوم الجهاد، وسحر الخلافة، وتقمص أسطوري لنماذج ووضعيات من التاريخ، بالنسبة للفئة الثانية ذات المستوى التعليمي والمعيشي المرتفع.