زنقة 20 . الرباط
أكد وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، اليوم الاثنين، أن عملية توزيع المؤن الغذائية والأغطية على الساكنة المتضررة من موجة البرد القارس تشمل 22 إقليما بالمملكة.
وأوضح لفتيت في معرض رده على سؤال محوري حول الإجراءات المتخذة لمواكبة الوضعية التي تعرفها بعض جهات المملكة، في ظل الأحوال الجوية التي تتسم ببرد قارس وتساقط كثيف للثلوج بالمرتفعات، تقدم به عدد من الفرق النيابية بمجلس النواب، أن هذه الأقاليم تضم ألفا و205 دواوير تابعة ل 169 جماعة.
وسجل الوزير أنه بأمر من الملك محمد السادس تمت إقامة مستشفيين عسكريين ميدانيين بكل من إقليم شيشاوة (الجماعة القروية للاعزيزة) وإقليم تنغير (الجماعة القروية أمسمرير).
كما تم إحداث مستشفى متنقل تابع لوزارة الصحة بإقليم ميدلت (دائرة إملشيل). وأبرز أنه على إثر التساقطات الثلجية التي سجلت ببعض أقاليم المملكة، انكبت المصالح المعنية على التدخل من خلال فتح ما يقارب 10 طرق وطنية و18 طريقا جهوية و46 طريقا إقليمية، مشيرا إلى أنه تم فك العزلة على أزيد من 158 دوارا وتأمين الولوج لحوالي 191 دوارا صعب الولوج، حيث جرت من أجل ذلك تعبئة أزيد من 729 آلية لإزاحة الثلوج، كما تم السهر على ضبط عمليات وضع الحواجز لحماية مستعملي الطرقات المرجح انقطاعها.
وذكر في ذات السياق، بأنه تم التكفل بأزيد من 6 آلاف و240 شخصا بدون مأوى، بإيداعهم بوحدات استقبال آمنة وتقديم الخدمات الإنسانية لهم من إطعام وتطبيب وكذا إيواء جزء مهم منهم، وإحصاء وتتبع ثلاثة آلاف و742 امرأة حامل، حيث تم التكفل لحد الآن بـ 274 امرأة مقبلة على الولادة بالمراكز الصحية أو دور الأمومة.
من جهة أخرى، يوضح الوزير، جرت تعبئة 660 طبيبا وأكثر من 1950 ممرضا وحوالي 43 مستشفى (تابع لوزارة الصحة) و9 وحدات صحية متنقلة وأكثر من 400 سيارة إسعاف خلال هذه المرحلة، ومد مراكز الطلبة (دار الطالبة ودار الطالب) والداخليات والمستشفيات والمراكز الصحية ودور الأيتام بالأغطية، وبرمجة تنظيم 371 قافلة طبية لفائدة ما يفوق 207 آلاف شخص، في إطار تفعيل “برنامج رعاية 2017-2018″، شملت إجراء فحوصات مجانية وتوزيع الأدوية على الدواوير المعنية بموجة البرد، وذلك بتنسيق مع النسيج الجمعوي والمندوبيات الإقليمية لوزارة الصحة، وتعبئة مروحيات تابعة لوزارة الصحة من أجل تقديم الدعم لفرق التدخل، وخاصة لإجلاء الحالات المستعجلة أو إيصال المساعدات الغذائية للبلدات المعزولة.
كما تم حث المصالح المعنية على تجهيز ملاجئ الثلوج لإيواء مستعملي الطرق عند الاقتضاء، والتعاقد مع عدد إضافي من سائقي آليات إزاحة الثلوج –احترازيا– لتغطية أكثر من 5 آلاف كيلومتر من الطرقات المغطاة بالثلوج ولتأمين سلاسة المرور وضمان سلامة المواطنين.
وأشار إلى أنه تم تفعيل بعض التطبيقات الهاتفية لإرشاد مستعملي الطريق حول الانقطاعات المحتملة، وتهيئة 900 منصة لنزول الطائرات المروحية المعبئة لهذه الغاية والتابعة لمصالح الدرك الملكي ووزارة الصحة، وتغطية 1.075 دوارا بشبكة الهاتف الخلوي، مضيفا أنه يجري العمل على تفعيل برنامج خاص لتغطية ما تبقى بالهاتف عبر الأقمار الاصطناعية.
كما يجري العمل على دراسة تعزيز شبكة محطات الرصد الجوي لمراقبة ورصد الحالات الجوية وعناصر الطقس المختلفة من خلال إضافة 130 محطة موزعة على مستوى الأقاليم المعنية.
وأبرز لفتيت أنه تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، دأبت وزارة الداخلية على اتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير، من خلال إعداد مخطط وطني سنوي شامل، وفق منهجية تشاركية مع كل المتدخلين من القطاعات الحكومية المعنية، يرتكز على مجموعة من المحاور الرئيسية المعتمدة بالأساس على تبني تدابير استباقية.
وتهم هذه التدابير، حسب الوزير، تفعيل مركز للقيادة واليقظة على مستوى وزارة الداخلية من أجل تأمين تتبع تطور الوضع وتنسيق عمليات التدخل، وتفعيل اللجان الإقليمية لليقظة والتتبع والتقييم المستمر للوضعية الميدانية، وضمان التموين العادي للمناطق المعنية بالمواد الأساسية الضرورية وبمختلف وسائل التدفئة، إضافة إلى السهر على توفير وتوزيع العلف للماشية، نظرا لاعتماد ساكنة هذه المناطق على تربية المواشي، وتحديد أماكن تخزين ونقط بيع حطب التدفئة من طرف المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر.
وتشمل هذه التدابير أيضا تأمين التدخل الفوري بواسطة مروحيات الإسعاف التابعة لكل من الدرك الملكي ووزارة الصحة، لإنقاذ السكان المتواجدين في حالات حرجة واستعجالية كالنساء الحوامل، وتعبئة الآليات التابعة لمصالح الدولة وكذا تلك التي في ملك الخواص وتموقعها بالقرب من المسالك المهددة بالانقطاع من أجل فك العزلة ومواصلة أشغال ربط هذه الدواوير والمداشر بالشبكة الهاتفية.
وجدد الوزير التأكيد على أن مختلف مصالح وزارة الداخلية، بتنسيق مع جميع القطاعات الحكومية المعنية، معبأة باستمرار للتدخل والتخفيف من آثار موجة البرد، منوها في سياق ذلك بالروح العالية والتعبئة الكبيرة التي تميز جميع المتدخلين لفك العزلة ودعم الساكنة والتخفيف من آثار الأحوال الجوية، من إدارة ترابية ورجال السلطة وأعوان السلطة ومصالح أمنية ودرك ملكي ووقاية مدنية وقوات مساعدة، وكذا ممثلي المصالح الخارجية المعنية.