إعلامي : هكذا سيفكك العثماني تركة بنكيران عبر “حقن” الشباب بأفكار جديدة

زنقة 20 . الرباط

اعتبر الإعلامي المغربي “مصطفى بوكرن” أنه ” ليس عيبا أن يبدأ العثماني التفكيك الممنهج لتركة بنكيران، بل هذا أمر عادي لكل قيادي جديد، يريد أن يضع بصمته، على تجربته الحزبية والسياسية، وأن يبرز أسلوبه في النظر إلى الكثير من القضايا باستقلالية تامة. ”

و أضاف في مقال مطول نشره على صفحته الفايسبوكية أن “العيب أن يقلد العثماني بنكيران في أسلوبه، الذي يجمع بين المتناقضات، الأكثر انفعالية بالمعنى الإيجابي، والذي يستطيع أن يحول أي مكان يحضره إلى لحظة فرجة حقيقية، يكون نجمها ويتحلق حوله المعجبون، مستعملا كل الأساليب في إثارة الانتباه.”

“نحن الآن إزاء مؤشرات أولية تؤكد ليس بداية الحوار الداخلي، بل تؤكد تعميم الرؤية العثمانية على مناضلي الحزب، إلقاء وشرحا واستظهارا، ولذلك، سيعتلي العثماني العشرات من المنصات داخل حزبه، ليقف أمام المناضلين من أجل تأطيرهم بالرؤية العثمانية للمرحلة السياسية القادمة.” يقول “بوكرن”.

و أوضح ذات المتحدث أن ” الحوار الداخلي ليس اتجاها معاكسا ينشطه فيصل القاسم على قناة الجزيرة، ينتهي بالصراع، تأكيد لشعار الرأي والرأي الآخر. طبيعة التنظيمات، تقتضي أن نتحاور لكن بما يخدم الشرعية والمشروعية، لا بما يؤثر على الثوابت الأساسية للمرحلة، فالحوار هو تحت الرؤية العثمانية في نهاية المطاف، ويمكن للغاضبين أن يقولوا ماشاؤوا، لأن في الأخير، الأمر يرجع لقائد المرحلة – إن وفق أن يكون قائدا- العثماني. ”

و أشار إلى أن العثماني “سيبذل مجهودا جبارا في تفكيك تركة بنكيران الحزبية، لكن لا بد من التساؤل أولا ما هي التركة الحزبية لابنكيران؟ بنكيران انتهت مرحلته الحزبية وترك تركة كبيرة “اللغة الحزبية”، ولذلك، سيقوم العثماني بتفكيك لغة بنكيران الحزبية.”

و اعتبر “بوكرن” أن ” لغة بنكيران لغة استعارية، تستعمل الكثير من التشبيهات، لتبسيط أعقد القضايا، وهي لغة مبالغات انفعالية، لأنها تخاطب الجمهور، بقصد التعبئة والحشد، لأن المعركة التي يخوضها الحزب، هي معركة ضد التحكم. بنكيران رجل معركة، تراه قائدا يركب فرسه ويجر خلفه جيشا جرارا، يناور يراوغ يخطب بوجه.”

هذه الوضعية، حسب ذات المتحدث “تنتج لغة حزبية حربية انفعالية، لكنها تضم فكرة قوية صلبة تكرر باستمرار، تختصر قصة المعركة مع الخصم. العثماني ليس رجل معركة، العثماني يمارس السياسية ليس بمنطق التدافع والصراع، بل يمارس السياسة وفق مفهوم سأستعيره من الثقافة السوسية – مع بالغ الاحترام للأحبة في سوس- وهذا المفهوم هو “أكورام” أي ذلك الطالب الذي يتمثل دروه في التأطير الديني للجماعة، وهدفه أن يكسب الجميع ليستفيد من الجميع دون أن يصطدم مع الجميع، فليس له أعداء. والذي ليس له أعداء، لا يحتاج إلى اتباع، فهو يفكر لوحده، ويفكر في نفسه، لانه يعرف أن مصيره يتعلق به، إن اختار السلم سيسلم، دون الحاجة إلى الأنصار والأتباع.”

“ولذلك، سعد الدين العثماني، بما أنه ليس له أعداء، وبما أنه لا يدخل في معركة مع أحد، فهو ليس في حاجة ليرضى عنه الجمهور، ويكسب وده وقت الشدة، بل إن العثماني سيفكك “ُثقافة الجمهور” التي طغت مناضلي الحزب. يقول ذات المتحدث.

وما يدل على ذلك، يضيف “بوكرن” هو ما قاله اليوم 23 دجبنر 2017 بمركز الاستقبال طماريس بالدار البيضاء أمام شبيبة الحزب جهة الدار البيضاء سطات، قال ما معناه، في سياق حديثه عن ما روج له في الفايسبوك عن “حكومة الإهانة” أنه اليوم أصبحت جهات معينة في العالم تتآمر على البلدان باستعمال الفايسبوك، وذكر خير مثال على ذلك ما وقع في كاطالونيا بإسبانيا، ان قضية الانفصال هي قضية فايسبوكية لا علاقة لها بالواقع! بمعنى، أن سعد الدين العثماني، يقول للشباب، احذروا من ان تقعوا ضحايا للفايسبوك، فما روج له أن حكومتي حكومة الإهانة لا علاقة له بالواقع. ”

و اشار إلى أن “العثماني، لا يعترف بما يتداول في الفايسبوك وخاصة في بعض القضايا الشائكة، لانها توجيه للرأي العام بمنطق مؤامراتي، وبالمناسبة معروف عن العثماني أنه ليس مهووسا بقراءة الصحف كبنكيران. حينما أمسك السيسي السلطة في مصر بعد الانقلاب الغاشم، تجند إعلامه ليروج لهذه الفكرة التي يروج لها العثماني، أن وسائل التواصل الاجتماعي هي أدوات تآمرية لإسقاط الدول والحكومات، وكل ذلك، تم إدراجه في ما يسمى بحروب الجيل الرابع، الذي كان يسوق لها توفيق عكاشة بالليل والنهار على قناة الفراعين، في إغفال تام لتناقضات الواقع التي أدت إلى الانفجار.”

العثماني في جولاته التأطيرية، حسب “بوكرن” سيقوم بحقن الشباب، بفكرة مفادها، احذروا من الفايسبوك، فيبتعدوا تدريجيا عنه، لأنه سيدمر حزبهم! إذن فالأمين العام الجديد، سيصدم جمهور بنكيران الحزبي، بصدمات مفاجئة، ليفكك هذا الجمهور ويعيد صياغته وفق ما تتطلبه المرحلة.

ما تتطلبه المرحلة، حسب ذات المتحدث “لغة جافة هادئة غير انفعالية لكنها صادمة، بجمل قصيرة، ليفرغ من عقول جمهور بنكيران اللغة الاستعارية الانفعالية التعبوية. لن يصنع العثماني عدوا أو خصما، ولن يصنع لغة حربية، ولن يصنع أتباعا، هدفه المركزي أن يسلم هو أولا، ثم الذين يلونه.. وليس عيبا ان يقوم العثماني بهذه الوظيفة، تفكيك تركة بنكيران، والمتمثلة في الروح التي تقود البجيدي، ما دام أن إخوانه أرتضوه ليكون أمينا عليهم بنسبة 51 في المائة، ما يقوم به العثماني هو من صميم وظيفته، والكلمة في الأخير للمؤسسات، بعد تسوية هذا الحزب العتيد بالأرض.”

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد