زنقة 20 . وكالات
قال حقوقيون مغاربة، إن ثلث الشباب المغربي الذين التحقوا بتنظيم “داعش” في سوريا والعراق و بقية بؤر التوتر التي يتواجد بها التنظيم المتطرف، هم من منطقة الشمال خاصة من مدينة تطوان وضواحيها.
اذ تحول الشمال المغربي إلى خزان مهم تنشط فيها شبكات التجنيد الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية – داعش.
ويقدر عدد المقاتلين المغاربة في سوريا والعراق، حسب تصريح سابق لوزير الداخلية أمام البرلمان، بنحو 1203، ضمنهم 245 معتقلا سابقا في قضايا الإرهاب.
وكان الأمن المغربي قد فكك 11 خلية إرهابية خلال سنة 2014، قال وزير الداخلية إنها «كانت تعد لارتكاب أعمال إجرامية تستهدف أمن وسلامة المملكة، وتجند شبابا للقتال في المناطق التي تنشط فيها الجماعات المتشددة».
وتوجد ضمن الخلايا واحدة متخصصة في استقطاب وتجنيد النساء للسفر إلى سوريا.
وبرزت منطقة الفنيدق – طنجة – تطوان (شمال البلاد) كأهم مصدر للجهاديين المغاربة في العراق وسوريا.
وحسب تقرير حديث لمرصد الشمال لحقوق الإنسان فإن 34 في المائة من المقاتلين المغاربة في سوريا والعراق يتحدرون من هذه المنطقة.
وخلص بحث ميداني للمرصد حول ظاهرة تجنيد شباب المنطقة وإرسالهم إلى سوريا والعراق إلى أن «العوامل الدنيوية (تحقيق الذات، البحث عن البطولة والمغامرة، الرفاهية) تشكل أسبابا رئيسية لهجرة شباب المنطقة إلى سوريا والعراق، مقابل العوامل الدينية (الجهاد، نصرة المستضعفين …) كأسباب ثانوية.
خصوصا لدى الجيل الثاني الذي تأثر بما يبثه بعض المقاتلين من شمال المغرب الذين ينتمون لـ(داعش) عبر شبكات التواصل الاجتماعي من صور ومقاطع فيديو تظهر رغد العيش الذي ينعمون به هناك».
وفي مارس الماضي أعلنت السلطات المغربية أن 1354 مغربياً يحاربون في صفوف جماعات مسلّحة في سوريا والعراق اعتقل منهم 220 عند عودتهم إلى المغرب وقتل 286 آخرون.
كما قالت إن التنظيم يضمّ أيضا نحو 158 امرأة مغربية و135 طفلا.
ويُقاتل مئات من المغرب ودول أخرى شمالي أفريقيا مثل تونس والجزائر إلى جانب فصائل إسلامية متشدّدة في سوريا.
ورأى خبراء في مجال الأمن أن بعض هؤلاء بدأوا يعودون إلى بلادهم ويُشكّلون ساحة قتال جهادية جديدة.
وفي نفس التقرير، قال رئيس “مرصد الشمال لحقوق الإنسان”، وهي منظمة محلية غير حكومية، محمد بن عيسى إن عدد الملتحقين بتنظيم “داعش” من مدينة تطوان ونواحيها كان نحو 35 ملتحقاً في الشهر خلال العام 2013، لكن العدد تراجع إلى 13 في الثلاثة أشهر الأولى من العام الحالي.
وأضاف أن عدد المنضمين تراجع بسبب “فضح الإعلام لوحشية الجرائم التي ارتكبها التنظيم”، مشيراً إلى أن “مدينة تطوان رغم ذلك تُعتبر بؤرة تصدير ثلث المقاتلين المغاربة إلى سوريا والعراق منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011 إلا أن العدد تراجع بسبب مجهودات السلطات المغربية لتفكيك خلايا إرهابية وتنسيقها مع السلطات الاسبانية” حيث تنشط خلايا متشددة أيضا في مدينة سبتة المتاخمة لتطوان.
وأوضحت السلطات المغربية أنها فكّكت أكثر من 130 خلية إرهابية منذ التفجيرات الانتحارية التي شهدتها الدار البيضاء في العام 2003.
وأشارت نتائج بحث ميداني أنجزه “مرصد الشمال لحقوق الإنسان” في كانون الأول الماضي حول مقاتلي سوريا والعراق المنحدرين من شمال المغرب إلى أن أغلب المنضمين إلى تنظيم “داعش” من أبناء المنطقة هم من الفئة العمرية بين 15 و25 عاماً وأنهم في الغالب من الطبقة الفقيرة ومن ذوي المستوى التعليمي المتدني مع وجود بعض الاستثناءات.
وقال بن عيسى: “الاستبداد والفساد يغذي هجرة الشباب إلى داعش أيضا”، مشيراً إلى أن الأمر لا يقتصر على الدوافع الدينية وحسب وإنما أيضاً على “أسباب دنيوية كتحقيق الذات والبحث عن البطولة والمغامرة مقابل الجهاد ونصرة المستضعفين”.
وأضاف أن ما يبثه المقاتلون من شمال المغرب على شبكات التواصل الاجتماعي من صور ومقاطع فيديو “يظهر رغد العيش الذي ينعم به المجاهدون وهو من بين محفزات الشباب للالتحاق أيضاً”.
ورأى أن عقود التهميش التي عانتها المنطقة وأبناؤها وراء هجرة عدد من الشباب للقتال في سوريا والعراق بحثاً عن حياة أفضل.
وعانت منطقة شمال المغرب سنوات من التهميش وغياب المشاريع التنموية وضعف البنية التحتية بسبب عوامل سياسية وتاريخية.
وتنتشر في المنطقة مختلف أنشطة التهريب بحكم قربها من سبتة ومليلية الخاضعتين للنفوذ الاسباني.
أما رئيس فرع “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان المستقلة” في جهة المضيق ضواحي تطوان محمد حلحول، قال إنه “مع ضيق فرص الشغل والتنمية لا يجد أبناء المنطقة بداً من الهجرة للقتال في العراق وسوريا.
وأضاف حلحول: “في الماضي كانت الهجرة لمعانقة الفردوس الأوروبي.
لكن بعد الأزمة التي ضربت أوروبا اتجهت الأنظار إلى داعش لأنها تُمثّل لعدد منهم الفردوس الحقيقي الذي لا يرتبط بالدنيا ونعيمها المؤقت برأيهم”.