زنقة 20 . وكالات
وفقًا للشرطة الجنائية الدولية “الإنتربول”، فإن التدابير المتخذة لمنع المقاتلين الأجانب الراغبين في الانضمام إلى سوريا “تؤدي إلى تغيير تكتيكاتهم“.
بحسب الأمين العام للشرطة الجنائية الدولية “الإنتربول”، فقد غير الراغبون في الانضمام إلى سوريا أو العراق من تكتيكاتهم؛ لتضليل الحكومات التي تكافح للتصدي لهذه الظاهرة، ويتمثل هذا التغيير في تقسيم طريق رحلتهم أو في الاستعانة بالمجرمين السابقين.
وأوضح يورغن شتوك، الأمين العام للإنتربول، في تصريح له يوم الجمعة أمام مجلس الأمن للأمم المتحدة، أن إجراءات منع المقاتلين الأجانب الذين يرغبون في الانضمام إلى تنظيم داعش “تؤدي إلى تغيير تكتيكات” الذين يجندونهم؛ وذلك بتطوير طرق جديدة، من ذلك تجزئة مسارهم إلى عدة أجزاء لتحدي الرقابة الدولية أو الاستعانة بمجرمين سابقين لمساعدتهم على إقامة “شبكات مهربين“؛ لتمكين الراغبين في الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية من الوصول إلى وجهتهم.
وقد اجتمع في مجلس الأمن وزراء داخلية الـ 15 دولة الأعضاء للتداول حول كيفية التصدي لظاهرة المقاتلين الأجانب المنضوين إلى تنظيم داعش، وجاء هذا الاجتماع بعد نشر دراسة للأمم المتحدة تظهر زيادة عدد المقاتلين الأجانب في تنظيم داعش. واعتبر يورغن شتوك، الأمين العام للإنتربول، أن تبادل المعلومات أمر حاسم لاحتواء تدفق الراغبين في الانضمام إلى التنظيمات الجهادية، مضيفًا أن: “المعلومات تعبر الحدود، ولكن بوتيرة أبطأ بكثير من المقاتلين الإرهابيين الأجانب“.
من جانبه، قال وزير الأمن الداخلي الأمريكي “جيه جونسون” أمام مجلس الأمن إنه: “لا يزال هناك الكثير من العمل لوقف تدفق المرشحين إلى الجهاد، الذين أصبحوا قادرين أكثر فأكثر على سرعة الحركة وعلى التكيف، وأكثر وحشية“.
تزايد المشكلة في ليبيا
وقبل جلسة مجلس الأمن، أعربت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، سامنتا باور، عن أسفها لأن الحكومات لا تتخذ تدابير كافية لمنع مواطنيها من الالتحاق بتنظيم “داعش” المتطرف في سوريا والعراق؛ حيث قالت: “لا يوجد ما يكفي من الإجراءات للملاحقة الجنائية ومنع تنقل هؤلاء المقاتلين الأجانب من وإلى مناطق الصراع“. وقالت: “إننا بحاجة إلى أن تقدم هذه الدول وتصدر قوانين جديدة، إذا لم تكن فعلت ذلك، وفي حال وجدت عليها أن تطبقها، وأن تتخذ تدابير ملموسة لمنع هؤلاء المقاتلين من السفر“.
وقد طلبت 51 دولة فقط من شركات الطيران العاملة على أراضيها تقديم معلومات مسبقة عن الركاب لتسهيل عمليات المراقبة. ووفقًا لتقرير الأمم المتحدة، فقد انضم نحو 25 ألف مقاتل أجنبي من 100 دولة في صفوف الجماعات المسلحة المحلية، وهو ما يمثل زيادة قدرها 71 % في الفترة بين منتصف 2014 ومارس 2015. وتلاحظ الدراسة أن: “هذا التدفق هو الأكبر تاريخيًا، ويشمل خصوصًا تحركات باتجاه سوريا والعراق، مع مشكلة متنامية أكيدة في ليبيا“.
معالجة أسباب التحاق المرأة بالجماعات الإرهابية
اعتمد مجلس الأمن قرارًا في سبتمبر داعيًا الحكومات إلى ملاحقة المرشحين للجهاد في بلدانهم. ولكن هذا لم يمنع أن عددًا متزايدًا من المقاتلين الأجانب يسافرون من المغرب وتونس وفرنسا وروسيا. وتؤكد الأمم المتحدة أنها عثرت على أثر جهاديين انطلقوا من المالديف وفنلندا وترينيداد وتوباغو، ومن بلدان إفريقية جنوب الصحراء الكبرى، وتركيا التي تعتبر نقطة التقاء هامة للذهاب إلى سوريا أو العراق، هي التي تصوب إليها الأنظار، لكن البلدان التي ينتمي إليها هؤلاء المرشحون للجهاد باتت توجه إليها الأصابع أيضًا.
وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن هؤلاء الأجانب هم في الغالب من الشبان، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عامًا، لكنه شدد أيضًا على ضرورة معالجة الأسباب التي أدت إلى رحيل النساء والأطفال نحو هذه الجماعات المتطرفة.