زنقة 20 . الرباط
قرر مجموعة من العلماء والمثقفين والسياسيين المغاربة مراسلة الملك محمد السادس بخصوص ما اعتبروه “خطورة الوضع الذي تعيشه اللغة العربية في المغرب، والانقلاب عليها”.
وكانت المجموعة وبينهم وزراء سابقون وبرلمانيون حاليون أطلقوا بيانا من أجل اللغة العربية بداية ماي الجاري، ووصل عدد الموقعين عليه أكثر من أربعمائة، قالوا فيه إن المغرب يعيش حالة لغوية وهوياتية مهددة لوجوده كدولة.
وقال منسق الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية فؤاد بوعلي، إن الائتلاف (وهو مجموعة جمعيات ومنظمات غير حكومية تُعنى باللغة العربية) قرر أن يضع هذا البيان لدى الديوان الملكي ورئاسة الحكومة بداية الأسبوع المقبل، معتبرا أن هذا الأمر بمثابة “نصيحة لأصحاب الشأن كي يعرفوا خطورة الوضع الذي تعشيه اللغة العربية في المغرب”.
وأضاف بوعلي أن ما يجري الآن ضد اللغة العربية في المغرب هو “انقلاب على كل مقومات التوافق الوطني كما استقرت في المغرب عبر التاريخ، وتهديد للدولة المغربية”، مضيفا أن ما يحدث “ليس فقط انقلابا على آلية للتواصل، بل هو انقلاب على كل مبررات الوجود الوطني”.
وأوضح البيان أن أي اعتداء على مكانة اللغة العربية الرمزية والمادية هو اعتداء على السيادة الوطنية، “يوازيه في الجرم الاعتداء على الثوابت السياسية والعقدية”، داعيا إلى اعتماد قانون لحماية اللغة العربية في المغرب.
واعتبر أن تعامل الإدارة المغربية منذ الاستقلال، تميز عموما بالضبابية في التعامل مع القضية اللغوية، وعدم الوضوح في كثير من الأحيان، بل الإصرار على واقع الفَرنسة أحيانا.
وقال إن التعليم بالمغرب شهد سيطرة شبه مطلقة للفرنسية بوصفها لغة تدريس للعلوم التجريبية والطبيعية بالتعليم الجامعي مقابل تدريسها بالعربية في التعليم الثانوي، “مما أنتج ارتباكا في مستوى التحصيل العلمي، وأدى إلى ضعف الإبداع والجودة والاستيعاب والتمكن في المدرسة الوطنية”.
وكان رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران قال في تصريحات سابقة إن “اللغة العربية لها خصوم شرسون، وعلى أبنائها أن يقوموا بواجبهم لتبقى محافظة على مكانتها التي تبوأتها بالمغرب منذ عصور”.
ودعا إلى الدفاع عن اللغة العربية، وتطويرها بتوسيع استعمالها في كل المجالات العلمية والسياسية وغيرها.