زنقة 20. وكالات
دفعت الفضيحة التي اندلعت حول زوجة فرانسوا فيون، المرشح الأوفر حظا في انتخابات الرئاسة الفرنسية، دفعت القوى اليمينية في البلاد إلى وضع خطة “ب” في حال رفضه مواصلة السباق الرئاسي.
وتعود الفضيحة حول الزوجة بينيلوبا فيون، إلى التقرير الذي نشرته صحيفة “Canard Enchaine” وتحدث عن حصول السيدة الأولى المحتملة على رواتب غير شرعية عن وظيفة وهمية كـ”مساعدة” لزوجها في البرلمان الفرنسي بين العامين 1998 و2002.
وطالبت عريضة وقعها عبر الإنترنت حوالي 150 ألف شخص، بعنوان “السيدة فيون، أعيدي لنا 500 ألف يورو”، وهو مجموع ما حصلت عليه من المال العام بطريقة غير شرعية.
وفتحت النيابة المحلية، في 25 يناير/كانون الثاني، تحقيقا رسميا في هذه القضية تواجه بينيلوبا فيون في إطاره اتهامات باختلاس أموال الدولة وبتجاوزات مالية.
من جانبه، نفى فرانسوا فيون جميع الاتهامات الموجهة لزوجته، واصفا إياها بالحملة التي أطلقها خصومه السياسيون.
وأعرب فيون عن استعداده للتعاون مع المحققين في هذه القضية، لكنه أعلن أيضا أنه سينسحب من الانتخابات في حال سيكون أحد المتهمين في هذه القضية.
وأجرت نيابة باريس، الثلاثاء 31 يناير/كانون الثاني، استجوابا استمر لحوالي 5 ساعات لفيون وزوجته، في خطوة تعتبر طبيعية في إطار تحقيق أولي، وليس علامة على الإدانة.
وأشار الإعلام الفرنسي، في هذا السياق، إلى أن الصفوف اليمينية تميل لانتخاب آلان جوبيه، عمدة مدينة بوردو، خليفة لفيون، حال رفض الأخير مواصلة المشاركة في السباق الرئاسي، وذلك رغم خسارته أمام المرشح اليميني الحالي فيون في الانتخابات التمهيدية وإعلانه أنه لن يترشح مرة أخرى لمنصب الرئيس.
لكن المعسكر اليميني يأمل في أن يغير جوبيه، الذي يعتبر سياسيا ذا خبرة كبيرة، لا سيما أنه تولى، مثل فيون، في وقت سابق، منصب رئيس الوزراء الفرنسي، يغير قراره من هذه المسألة.
وفي حديث لصحيفة “Parisien”، قال أحد أعضاء حزب الجمهوريين، الذي يعود إليه فيون ويعد أكبر قوى سياسة معارضة في فرنسا: “أعتقد أن المعني الوحيد بخطة “ب” هو جوبيه، لأنه لا يملك أحد سواه قدرات كافية”.
من جانبه، أشار وزير التعليم الفرنسي السابق، لوك فيري، في تغريدة نشرها على حسابه في موقع “تويتر”، إلى أن “اليمينيين لن يتأهلوا دون جوبيه إلى الجولة الثانية من الانتخابات”.
وأوضح فيري: “من الممكن أن تنتصر مارين لوبان، في مثل هذه الظروف الجنونية، على كل من هامون وماكرون (المرشحان من المعسكر اليساري)، ولنكون صريحين – جوبيه السياسي الوحيد في فرنسا القادر على التغلب بثقة على لوبان”.
ومن الجدير بالذكر أن تقدير فيري تؤكده نتائج استطلاع الرأي الجديد الذي أجرته شركة “Elabe” للأبحاث والاستشارة بالتعاون مع صحيفة “Eko”، والتي قالت إن فيون سيتكبد هزيمة في الجولة الأولى من الانتخابات.
وأشار الاستطلاع إلى أن 19 بالمئة فقط من الناخبين الفرنسيين مستعدون حاليا للتصويت لصالح فيون، وذلك في وقت تحظى فيه مارين لوبان، زعيمة “حزب الجبهة الوطنية” اليميني المتطرف، بدعم 26-27 بالمئة من الناخبين، فيما سيؤيد نحو 22-23 بالمئة من المشاركين في التصويت إيمانويل ماكرون، وزير الاقتصاد السابق من حزب الاشتراكيين.
وتدل هذه الأرقام بوضوح على أن مستوى شعبية فرانسوا فيون يستمر بالانخفاض الحاد بسبب الفضيحة حول زوجته، الأمر الذي تؤكد مرة أخرى التنبؤات بلجوء القوى اليمينية إلى الخطة “ب” قريبا من أجل إنقاذ حظوظها لوضع مرشحها في منصب الرئيس الفرنسي.