زنقة 20 . الرباط
قال السلفي المتطرف “حماد القباج” في رسالة وجهها للملك محمد السادس، عوض توجيهها للقضاء، أنه “متشبع بروح السلفية الوطنية”.
وأضاف “القباج” الشهير بدعواته وفتاويه بقتال اليهود المغاربة ووصفهم بـ”الأنجاس الأرجاس”، أنه “من أكبر المقاومين لدعوات وسلوك بث الكراهية والحقد والتفرقة والعنف بكل أشكاله ومن أحرص الناس على تماسك مكونات المجتمع المغربي وكتاباتي ومواقفي الكثيرة خير برهان على ذلك”.
ودعا “القباج” الملك من خلال رسالته الى تخصيص لقاء به، قائلاً : “ولو شرفتني جلالتكم باستقبال كريم فإنني أتشرف بإطلاعكم على عشرات الوثائق المثبتة لما أقول والنافية لما ادَّعاه علي السيد الوالي”.
و طَعَنَ “القباج” في عدالة القضاء، قائلاً : “لم أرتض اللجوء إلى المسطرة القضائية قبل اللجوء إليكم لأنني أعلم أن الذين زودوا السيد الوالي بمعلومات مغلوطة تطعن في استقامتي ووطنيتي سيعملون لا محالة على الإيعاز للقضاء بمثل ذلك”.
واعتبر الباحث “عزيز ادامين”، تعليقاً منه على توجه “القباج” للملك بدَل القضاء : “العقل الذي فكر في ذلك فكر من منطلقه الشخصي ولم يراجع قيادات حزبه، وهو تعبير عن عدم الثقة في المؤسسات والقضاء واللجوء للملك، الذي هو خارج الاختصاص هو أيضا محاولة للزج بالملك في العملية الانتخابية”.
وأضاف “ادامين” على متن تصريحه لموقعنا : “شخصيا لن أتضامن مع السيد القباج: لن أجعل من نفسي بوقا لخدمة حملته الانتخابية؛ لن أقع في فخ طهرانيته ونقائه، فهو فاعل دعوي والان فاعل سياسي ووزارة الداخلية فاعل اداري لها سلطتها التقديرية، ولكن الاساس في الرأي الحقوقي أن هناك أليات انتصاف. ما دام هناك أليات الانصاف التي يمكن أن يلجأ إليها السيد القباج ، ومنها القضاء ؛ فلا يمكنني التضامن معه إلا إذا لم ينصفه القضاء أو كافة اليات التظلم”.
وسبق للمتطرف “القباج” أن أفتى توى غريبة، وتنم عن التأصل والتطرف الدي يستعد لحصد المكتسبات الديموقراطية للبلاد، اعتبر السلفي المتشدد “حماد القباج” في “فتوى” نشرها على موقعه بالأنترنت، أن “دخوله للبرلمان لا يستلزم الاقرار بمفاسد الديموقراطية”.
وكان “عبد الاله بنكيران” الامين العام لحزب “العدالة والتنمية” قد فضل السلفي “حماد القباج” لمنحه تزكية الانتخابات على مُناضلي حزبه بحي “كيليز” بمراكش، طمعاً في كسب تعاطف السلفيين وجمعياتهم المنتشرة بجهة مراكش، من خلال دور القرأن والمساجد.
واستدل “القباج” بفتوى لأحد السلفيين الوهابيين المتشددين هو “العُثيمين” الدي وصف دفاع العلمانيين على المساواة بالشرك والفساد”.
واعتبر “القباج” نفسه “فقيهاً مُجتهداً في العلم والسياسة، مستدلاً بما قاله الشيخ الخليجي المتشدد قائلاً : “ان قول دخول البرلمان يستلزم الإقرار بمفاسد الديمقراطية؛ فهذا قول مرجوح، من أكثر الشيوخ والطلبة الذين لم ترسخ قدمهم في العلم ولم يصلوا إلى مصاف أهل العلم المجتهدين”.