رحيل المعارض السوداني ‘حسن الترابي’ عن سن 84 عاماً

زنقة 20 . وكالات

توفي رئيس حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض حسن الترابي مساء اليوم بعد أن تعرض صباحا لغيبوبة نقل إثرها إلى أحد مستشفيات الخرطوم وهو في حالة حرجة.

ونقل مراسل الجزيرة في وقت سابق عن مصدر من مكتب الترابي أنه كان يقوم بعمله المعتاد في المكتب قبل أن يدخل في غيبوبة لينقل إلى مستشفى رويال كير وسط الخرطوم حيث عمل الأطباء لإسعافه.

من جانبه قال مدير مكتب الجزيرة في الخرطوم المسلمي الكباشي إن نبض قلب الترابي توقف صباح اليوم مرتين، قبل أن يعود لعناية مكثفة من قبل فريق من الأطباء. وأشار إلى أن الراحل كان يعاني في السنوات الخمس الماضية هبوطا في ضغط الدم ويراجع المستشفيات، سواء كانت في الداخل أو في الدوحة وباريس.

وعن الفراغ الذي سيتركه، أشار الكباشي إلى أن الترابي يعني الكثير للسودانيين الذين يعولون عليه في حل مشكلات السودان، باعتباره القوة الرئيسية في الحوار الوطني الذي دعت إليه الحكومة ورفضته بعض الجماعات المسلحة في البلاد.

وأضاف الكباشي أن وفاة الترابي خسارة كبيرة لحزبه المعارض وحتى للعالم الإسلامي باعتباره رائد مدرسة تجديد سياسي إسلامي.

ويعد الدكتور حسن الترابي -الذي توفي عن عمر ناهز 84 عاما- من أبرز وجوه السياسة والفكر في السودان والعالم الإسلامي، درس الحقوق في جامعة الخرطوم، ثم حصل على الإجازة في جامعة أكسفورد البريطانية عام 1957، وعلى دكتوراه الدولة بجامعة السوربون بباريس عام 1964.

انضم الترابي -الذي يتقن الفرنسية والإنجليزية والألمانية- إلى جماعة الإخوان المسلمين  وأصبح من زعمائها في السودان سنة 1969، لكنه انفصل عنها فيما بعد واتخذ سبيله مستقلا. انتخب 1996 رئيسا للبرلمان السوداني في عهد “ثورة الإنقاذ”، كما اختير أمينا عاما للمؤتمر الوطني الحاكم 1998.

نشب خلاف بينه وبين الرئيس البشير تطور حتى وقع انشقاق في كيان النظام 1999، فخلع الترابي من مناصبه الرسمية والحزبية، وأسس عام 2001 “المؤتمر الشعبي”، كما سجن مرات في عهد جعفر النميري. تثار أقوال مختلفة حول الترابي، فيرى فيه أنصاره سياسيا محنكا بارعا في تحريك الإعلام وخطيبا مؤثرا وداعية ومفكرا.

في حين يراه خصومه شخصا له طموح لا يحد وخبرة في “الدسائس والمؤامرات” وتعلق بالسلطة.

كما يتهم الترابي بإصدار فتاوى تخرج عن السياق العام للفتاوى الإسلامية، وتتعلق بمسائل في أبواب العقيدة، واستثمار نظرية المصلحة، واستخدام مصطلح القياس الواسع، والقول بشعبية الاجتهاد.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد