بنشماش يدعو لتجاوز الخلافات داخل البام وبلورة برنامج سياسي يقطع الطريق على ‘أردوغانية جديدة’

زنقة 20. الرباط

دعا حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين والأمين العام السابق لحزب ‘الأصالة والمعاصرة’، كافة مكونات الحزب إلى الوحدة والتوجه للإنتخابات لبلورة برنامج سياسي ناجع يستجيب لتطلعات المغاربة.

واعتبر بنشماش في رسالة وجهها لكافة منتسبي حزب الجرار، أن الظرفية الدقيقة المتسمة بجسامة التحديات التي تواجهها البلاد، على جادة التحول الطموح إلى بلد صاعد اقتصاديا واجتماعيا وجيوسياسيا، وبالصمود في وجه آثار وتداعيات جائحة كوفيد-19، تقتضي مزيداً من الوحدة الداخلية لحزب ‘الأصالة والمعاصرة’ على أبواب الإنتخابات.

و شدد بنشماش على أن ‘الحزب الأغلبي’ في اشارة الى البيجيدي، إقترف خلال ولايتيه المتتاليتين، سياسات و قرارات أدت إلى بوار الأوهام التي سوقها سراباً للناخبات والناخبين منذ عشر سنوات خلت”.

وعبر بنشماش عن أسفه لما يعانيه حزب ‘الأصالة والمعاصرة’ من “خفوت في وهج، سياسيا واعلاميا وبرنامجيا، في سياق تهيأت وتتهيأ فيه الكثير من فرص ممارسة فعل حزبي بديل ناضج ومتجاوب مع انتظارات القاعدة العريضة من المواطنين، فعل يعبر عن جوهر المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي، وعن ماهية الحزب وكينونته وعلة وجوده كعرض سياسي وطني، والتي لا يمكن، مهما بذل من مساعي، تحريفه”.

وأكد بنشماش على أن التفاعلات الجارية تجعل الجميع في حاجة لنقد ذاتي يتحمل من خلالها قسطاً من المسؤولية فيما آل إليه وضع الحزب “البام”، لتغليب موازين القوى لفائدة المشروع الديمقراطي الحداثي المنشود”.

و اعتبر بنشماش على متن رسالته، بأن حماية الديموقراطية تقتضي الوحدة لمواجهة بروز “أردوغانية مغربية” يصعب استدراكها، من شأنها رهن عمل المؤسسات التمثيلية، وطنيا وترابيا، لولاية أخرى”.

و عبر بنشماش عن “إستعداده وإنفتاحه وتفاعله الإيجابي مع كل مبادرة جادة وصادقة من شأنها فتح أفق حزبي جديد، وخلق مناخ إيجابي قادر على احتضان كل طاقات وقدرات الحزب التنظيمية والسياسية باحتكام صارم لمنطق التدبير المؤسساتي الديمقراطي المنفتح والشفاف”.

كما دعا في هذا الإطار “كافة أطر وكفاءات الحزب إلى التعبئة الجماعية، وتوحيد الصفوف والجهود من أجل دعم واسناد جهود الحزب لتقوية حظوظه التنافسية ليحتل مواقع متقدمة في الاستحقاقات السياسية والانتخابية القادمة التي لا تقل رهاناتها أهمية عن رهانات زمن الانصاف والمصالحة”.

وشدد بنشماش على أن هذه الوحدة هي السبيل لاستعادة القدرة الجماعية على تقديم المساهمة النوعية، إلى جانب القوى الحية للأمة، في أوراش العقد الثالث من العهد الملكي المجيد، أوراش النموذج التنموي، والحماية الاجتماعية، الهادفة إلى بناء مجتمع متضامن، في كل الأبعاد الاجتماعية والجيلية والترابية، والمبشرة ببزوغ الوطنية الثانية، القائمة على الادماج والتضامن وعلى التعدد والتنوع، في إطار الوحدة وروح المواطنة المسؤولة.

ووجه بنشماش الدعوة لكافة المنتسبين، لاسترجاع “جاذبية” الحزب و “وتعزيز إشعاعه وحضوره”، مشدداً على أن ضرورة طَي الخلافات، والتوجه نحو تدشين مرحلة جديدة، من أجل البناء وتصحيح المسار بالاحتكام لقواعد العمل الديمقراطي والمنطق المؤسساتي في تدبير شؤون الحزب.

و أكد بنشماش على “أولوية وملحاحية الانكباب الجماعي والعاجل على بلورة وصياغة عرض سياسي وبرنامجي، يجيب بالواقعية الممكنة وبعيدا عن بيع الأوهام، على تطلعات وانتظارات الشعب المغربي، وذلك في ارتباط بتنسيق وتوجيه الجهود نحو مساءلة تجربة ولايتين حكوميتين من تدبير الشأن العام، وتقييم الوضع العام لما بعد دستور 2011، والوقوف بالتحليل والنقد عند أعطاب التدبير الحكومي وحصيلته الفاشلة والهزيلة بكل المقاييس، مع ما يستوجبه ذلك من استنباط للحلول وإبداع للأفكار والمبادرات التي من شأنها تدارك ما يمكن تداركه، وكل ذلك طبعا وفق مستلزمات استثمار الفرص التي تنطوي عليها التحديات التي أفرزتها الجائحة ومتطلبات التناغم والتناسق مع مخرجات النموذج التنموي المنشود”.

وختم بنشماش بالدعوة لعقد مجلس وطني يكون منطلقاً للوحدة والتماسك، بمباشرة حوار داخلي موسع ومثمر للمساهمة في التعبئة المطلوبة لخوض الاستحقاقات الانتخابية القادمة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد