هجمات باريس. ثلاثة انتحاريين قدموا من بلجيكا وشرطة بروكسيل تقتحم منازل مغاربة ومصريين وسوريين

زنقة 20 . الرباط

صرحت الشرطة الفرنسية، السبت، إنها بدأت بالتعرف على هوية منفذي هجمات باريس الدامية مساء الجمعة، التي أسفرت عن مقتل 128 شخصا وإصابة 300 آخرين.

وأفاد تلفزيون “بي أف أم” الفرنسي أنه جرى العثور على جواز سفر مصري قرب جثة أحد الانتحاريين اللذين فجرا نفسيهما قرب معلب “ستاد دي فرانس”.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مصادر متطابقة أنه تم تحديد هوية أحد منفذي اعتداء مسرح باتاكلان، وهو فرنسي الجنسية.

وفي وقت سابق، ذكرت مصادر من الشرطة أنه جرى العثور على جواز سفر سوري قرب جثة أحد المنفذين في المكان ذاته خلال عمليات البحث والتحري.

وأوضحت هذه المصادر أن “الخيط السوري” هو إحدى فرضياتعمل المحققين الذين يتأكدون من هذه العناصر بالتنسيق مع أجهزة استخبارات أجنبية ولاسيما الأوروبية منها.

وكان تنظيم “داعش” المتطرف الذي يسيطر على مساحات واسعة من سوريا والعراق تبنى عبر بيان نشر على الإنترنت هجمات باريس الدامية، قائلا إن 8 انتحاريين نفذوا الهجمات.

وقال مصدر في الشرطة صباح السبت إن الانتحاريين كانوا على ما يبدو رجالا “متمرسين كما يتبين للوهلة الأولى ومدربين بشكل جيد”. وقد وصفهم شهود بأنهم “شبان واثقون من أنفسهم”.

وأوضحت مصادر الشرطة أن مسألة تدريبهم واحتمال ذهابهم إلى منطقة القتال وخصوصا إلى سوريا، “سرعان ما فرضت” نفسها في التحقيقات، موضحا أنها “معلومات أولية للتحقيق “ما زالت تحتاج إلى “تأكيد”.

و وصفت «الغارديان» البريطانية، العمليات الإرهابية التي طالت باريس أمس بـ«الطريقة المنسقة والحرفية التي تميّز بها المنفذون»، واعتبرت ان استخدام العمليات الإنتحارية، يشيران إلى طريقة تنظيم القاعدة، والهجوم الذي نفذّ على الصحيفة الساخرة “شارلي إيبدو” والمتجر اليهودي في باريس بداية العام الحالي.

وتقول الصحيفة أن تفجيرات الليلة الماضية تميّزت بالعشوائية: استاد فرنسا، الذي كانت تقام عليه مباراة، ومسرح “باتاكلان”، الذي كانت فرقة موسيقية أمريكية تحيي حفلًا موسيقيًا عليه، وعدد من المطاعم في شرق باريس.

وطرحت الصحيفة عددًا من السيناريوهات ممن يقف وراء العملية: السيناريو الأول: أنه نفذ بتخطيط جماعة يديرها تنظيم «الدولة».

فكما طلب التنظيم من أتباعه في مدينة سيناء المصرية تفجير الطائرة الروسية، فلربما طلب من أتباعه الأوروبيين تنظيم التفجيرات، وقد جاءت بعد 18 شهرًا من الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضدّ التنظيم في سوريا والعراق.

ويستنتج تقرير الصحيفة أنه بناء عليه فقد يكون بعث التنظيم فريقًا إلى فرنسا، أو نظم عددًا من المقاتلين الجدد في داخل فرنسا، أو أقام شبكة من المقاتلين الفرنسيين في صفوفه ومتطوعين جددًا داخل البلاد.

ويعتقد أن هناك أكثر من 520 مقاتلًا فرنسيًا يشاركون في الحرب داخل سوريا، و250 مقاتلًا في العراق. السيناريو الثاني: قد يكون المنظم للمذبحة الجديدة أشخاصًا مرتبطين بمن قاموا بهجمات فرنسا قبل عشرة أشهر.

وقد يكون المنظم تنظيم «القاعدة» أو تنظيم «الدولة»، الذي خرج من عباءة تنظيم القاعدة.

وربما تعاون التنظيمان في العملية. ففي كانون الثاني/يناير، أعلن أحد المنفذين ولاءه لتنظيم «الدولة»، أما الاثنان الآخران فقد لقيا تدريبات في معسكرات في اليمن على يد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

وتشير الصحيفة إلى أن هذا التنظيم هو من أعلن مسؤوليته عن الهجمات على مجلة “شارلي إيبدو”، التي نشرت رسومًا ساخرة.

ولأن تنظيم «القاعدة خسر الساحة الجهادية لصالح تنظيم الدولة»، فإن تنظيم عملية ضخمة مثل تفجيرات باريس، سيعيد إليه القيادة التي خسرها.

ويورد تقرير الصحيفة، أن السيناريو الثالث هو تنفيذ جماعة محلية للعملية، مشيرًا إلى أن «غالبية مهمشة من الشباب المسلمين والمحرومين والغاضبين تعيش في فرنسا، وكانوا مصدرًا لخروج العديد من المتطرفين». ولكن معظمهم ذهب للقتال في سوريا، ولم يكن هناك إرسال مقاتلين إلى فرنسا.

وظهر بينهم أفراد قاموا بعمليات بطريقة فردية، أو ما يطلق عليه “الذئب المتوحد”، ومن هؤلاء محمد مراح عام 2012، ومهدي ميموش، الذي قتل أربعة في متحف يهودي في بروكسل.

ولكن هجوم ليلة الجمعة لا يشير إلى أنه من تنظيم أفراد هواة. وتبيّن الصحيفة أن الأساليب التي استخدمها المنفذون في باريس، تذكر بما استخدم في هجمات مومباي في الهند عام 2008، فقد هاجموا فنادقًا ومعبدًا يهوديًا ومطعمًا وقطارات.

وتختم «الغارديان» تقريرها بالإشارة إلى أن هناك إمكانية بأن يكون هجوم باريس ليلة أمس حاول إرسال الرسالة ذاتها، فالأهداف لم تكن سفارات محروسة ومواقع سياحية ومحلات بيع البضائع الراقية أو متاحف.

وباستثناء استاد فرنسا، فإن الأهداف الأخرى تظل عادية، وكلها تعيش فيها أقليات متعددة الثقافات. وقد تكون استهدفت لهذا، أو لأنها معروفة للمهاجمين.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد