زنقة 20 . الرباط
هو رئيس الشرطة القضائية السابق والذي عين في مارس الماضي على رأس المكتب المركزي للتحقيقات القضائية أو ما يعرف بـ”FBI”المغرب.
عبد الحق الخيام وفي حوار صحفي مع الموقع الإلكتروني الإخباري السويسري ” 24Heures” تطرق للدوافع التي جعلت المغرب يتجه نحو خلق المكتب المركزي للتحقيقات القضائية على غرار التجارب العالمية سواء في أمريكا أو فرنسا خاصة مع تزايد التهديدات الأمنية المحدقة بالمنطقة المغاربية.
وأشار الخيام في ذات الحوار إلى أن المغرب مستعد للتعاون مع الجزائر من أجل مكافحة الإرهاب وأشياء أخرى تجدونها في هذا الحوار المترجم.
ما الذي دفع بالمغرب إلى خلق المكتب المركزي للتحقيقات القضائية؟
المكتب تابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني التي تمكنت من إحباط مجموعة من المخططات الخبيثة. في سنة 2011، وأمام ارتفاع التهديدات الأمنية المحدقة بالمغرب أقدم المشرع على توسيع صلاحيات المديرية في الحقل القضائي، وكانت الخطوة النهائية هي خلق المكتب المركزي للتحقيقات القضائية الذي يمكن له التدخل في جميع القضايا المرتبطة بالأمن الداخلي والخارجي للدولة.
ماهو الدور الرئيسي للـBCIJ؟
المكتب المركزي للتحقيقات القضائية هو الذي تسند له مهمة إلقاء القبض على المشتبه بهم، والتحقيق معهم قبل إحالتهم على المحكمة. نحن نهدف إلى إحباط أنشطة الإرهابيين، ولكن أيضا كل ما له علاقة بالجريمة المنظمة، وذلك تحت إشراف النيابة العامة.
من هم هؤلاء الذين يعتمد عليهم المكتب المركزي للتحقيقات القضائية للوصول إلى ذلك؟
المكتب يتوفر على وحدات للتدخل السريع في جميع أنحاء البلاد، ويتعلق الأمر بوحدات جرى تدريب عناصرها على مواجهة جميع السيناريوهات المحتملة. أنا محاط بضباط شرطة قضائية خضعوا لتدريب قانوني متين، وبالتالي فالتحقيقات تجرى في إطار احترام القوانين.
بعض السجناء ادعوا تعرضهم للتعذيب..
أشتغل بمصلحة الشرطة القضائية منذ ثلاثة عقود من الزمن، الاعترافات لا تنفع في شيء أمام غياب أدلة علمية. قوات الأمن لطالما يتم اتهامها بسوء المعاملة من قبل الأشخاص الذين يواجهون عقوبات ثقيلة جدا. بالنسبة إلينا – درءا لمثل هذه الاتهامات – نعمد إلى إخضاع الأشخاص الذين جرى توقيفهم لفحوصات طبية قبل المرور إلى استجوابهم. حقوقهم يستفيدون منها، بما في ذلك الحق في الدفاع.
ما هي مواصفات الإرهابيين الموقوفين؟
أناس ذوو مستوى تعليمي لا يتجاوز الابتدائي. أفراد من السهل التأثير عليهم، ينتمون إلى المدن وكذا إلى القرى. منذ خلق المكتب المركزي للتحقيقات القضائية تمكننا من تفكيك ما مجموعه 17 خلية وتوقيف 147 شخصا.
هل ترون أن الأنشطة الإرهابية تجددت منذ الشروع في شن الغارات على مواقع “داعش”؟
أولا، تجدر الإشارة إلى أن ظاهرة الإرهاب الديني لن تتوقف بين عشية وضحاها. خلال السنوات الأخيرة تنظيم “داعش” كان يعمل على خلق شبكات استقطاب وتجنيد من أجل توسيع صفوف مقاتليه في العراق والشام، لكن منذ الغارات الأولى عمد التنظيم إلى تغيير سياسته إذ أضحى يشجع مقاتليه على العودة إلى بلدانهم الأصل و”الجهاد” على أراضيها.
فيما تكمن فعاليتكم وقوتكم؟
نقدم على توقيف الأشخاص قبل مرورهم إلى مرحلة التنفيذ، هي سياسة انتهجها المغرب بعد هجمات 16 ماي 2003 التي خلفت 45 قتيلا في الدار البيضاء. كلما كانت هناك محاولة من أجل المساس بسلامة المغرب، ليس فقط الأجهزة الأمنية وحدها من تنخرط في مواجهتها، وإنما جميع المغاربة. قواعد العيش الجماعي متجذرة في المواطنين المغاربة. هذه الفتاوى القادمة من الشرق لا علاقة لها بتقاليدنا. هنا نحن نعيش إسلاما معتدلا، إذ أن هناك تناغم تام بين المسليمين واليهود والمسيحيين، تحت حماية أمير المؤمنين الملك محمد السادس.
المغرب لم يعرف قط صدام حضارات ولن يعرفه أبدا.كيف يمكن تقييم التعاون مع البلدان الأخرى في المجال؟
بفضل معلوماتنا الاستخبارية تمكنت بلدان إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وبلجيكا إلى جانب هولندا من إحباط مشاريع هجمات إرهابية كانت تستهدفها. التعاون يتم بشكل جيد، لكن نود أن يكون هناك أيضا تعاون مع الدول العربية المجاورة، بما فيها الجزائر، حيث ينشط بكثرة الجهاديين جنوب البلاد. لا أدري لماذا يصر الجزائريون على دعم وتمويل جبهة البوليساريو المتورطة في قضايا الإرهاب والمخدرات واحتجاز الرهائن الغربيين.