زنقة 20 | الرباط
بعد انسحاب حزب التقدم و الإشتراكية من الحكومة ، و الفوضى العارمة التي عمت مقر الحزب إثر إعلان القرار ، تطرقت مجموعة من الكتابات إلى حال اليسار بالمغرب و ما عرفه من تقهقر كبير في السنوات الأخيرة.
محمد الشرقاوي ، أستاذ تسوية النزاعات الدولية في جامعة جورج ميسن بواشنطن وعضو لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة سابقًا ، قال أنه منذ عام 1997، بدأ خلع العمود الفقري تدريجيا من جسد أغلب الأحزاب المغربية بيسارييها فضلا عن يمينييها، فدخلت حقبةَ التآكل والوهن كأنها في نهاية الدورة الخلدونية.
بدأت هذه العملية حسب الشرقاوي عند استوزار رفاق عبد الرحمن اليوسفي ضمن حكومة “التناوب” رغم اعتراض زعماء الكتلة الديمقراطية وقتها على دور إدريس البصري رجل المرحلة بالنسبة للحسن الثاني ، مضيفاً أن أغلب الوزراء الاتحاديين تشبعوا بنشوة القيادة وبريق الثروة وسفريات الدرجة الاولى وفنادق النجوم الخمسة ، وبعد عشر سنوات، يقول الشرقاوي أصابتهم النقمة لدى الناخبين في اقتراع مخيب للآمال بعد أن حرقوا جل رأسمالهم السياسي.
و يضيف بالقول : ” متاهة هذا الأسبوع هي أن ينشطر حفدة علي يعته إلى قبائل سياسية متناحرة كادت أن تُخرج السيوف من غمادها. هي لحظة غير عقلانية وغير سياسية ولا دبلوماسية تعكس أعراض معضلة حكومية”.
من المفارقات المثيرة يقول الشرقاوي أن يكون “التقدم والاشتراكية” وبقية أحزاب الكتلة التي كانت سيدة الموقف الحزبي في التسعينات هي أضعف الأحزاب وأكثرها حيرة وسجالاً بين خياريْ التخندق في المعارضة أو الاصطفاف مع الأغلبية الحكومية حاليا.
“لم تعد أحزاب طبيعية ولا متجانسة مع قواعدها الشعبية بقدر ما تعيش على جدلية الرضا والنقمة لدى الكواليس حسب أهواء خارجة عن إرادة زعمائها. ” يضيف ذات المحلل المغربي.
و يرى أن مؤشر آخر على شيخوخة هذه الأحزاب هو تدني شعبيتها في الشارع وشكواها المتكررة منذ سنوات من عزوف الشباب عن المشاركة السياسية.