زنقة 20. رجاء بوديل
هاجم القيادي بحزب العدالة والتنمية، عبد العالي حامي، مجددا، حكومة سعد الدين العثماني، حيث اعتبر أن تدخلهم من أجل امتصاص الاحتجاجات بالحسيمة، سيكون عملية ناجحة إذا قامت به أحزاب تحظى بالمصداقية وبالثقة اللازمة، في إشارة منه إلى أن التشكيلة الحالية لا تتمتع بشعبية في الفترة الراهنة.
وأورد حامي الدين، في تدوينة على صفحته بموقع “الفايس بوك”: “، هناك فشل واضح للمؤسسات التمثيلية في القيام بدور عقلنة هذه المطالب والترافع عنها، ونقلها من الشارع إلى المؤسسات، فلا الجماعات الترابية بمستوياتها الثلاث، والتي توجد تحت رئاسة حزب صنع بعناية تحت أعين السلطة نجحت في امتصاص هذه الاحتجاجات، ولا وزراء الداخلية السابقون والحاليون نجحوا في إيجاد صيغة لوقف الاحتجاجات التي لازالت مستمرة إلى حدود الساعة، وهو ما يعني أننا نجني اليوم سياسة القتل البطيء للسياسة التي تمت عن طريق الإضعاف الممنهج للمؤسسات الحزبية وعبر التدخل في شؤونها الداخلية، وأخيرا عبر إفشال مهمة تشكيل أغلبية حكومية تشبه نتائج ٧ أكتوبر”.
وأضاف القيادي بـ”البيجيدي”، في ذات التدوينة: ” إن محاولة الاستعانة بالأحزاب السياسية لإطفاء الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية، ستكون عملية ناجحة إذا قامت بها أحزاب تحظى بالمصداقية وبالثقة اللازمة، وقد قام عبد الإله بنكيران، ومن ورائه حزب العدالة والتنمية بهذا الدور عندما انطلقت شرارة ٢٠ فبراير، ونجح شعار “الإصلاح في ظل الاستقرار” في كسب ثقة فئات واسعة من المجتمع، وهدأت احتجاجات ٢٠ فبراير، ونجح عبد الإله بنكيران في جلب تفويض شعبي لولاية ثانية، غير أن هذاالتفويض تم إجهاضه بإرادة معاكسة، ومعه تم خدش قدر كبير من الثقة في جدية المسار الديموقراطي..”.
وختم حامي الدين، تدوينته بالقول: ” إن التمرين الذي نعيشه في بلاد الريف، هو تعبير عن احتجاجات ذات طبيعة اجتماعية، لكنها تخفي وراءها مساءلة حقيقية لطبيعة ممارستنا السياسية، وهو ما يفرض طرح الأسئلة الحقيقية، حول جدية السلطة في تبني شعارات الإصلاح أم إننا بصدد سياسات تمويهية لا تعمل إلا على إخفاء حقيقة استمرارية الوضع القائم، أما خرافة الانفصال فلن تنطلي على أحد.. فحذار من صناعة الانفصال عبر سياسة الهروب إلى الأمام”.