مغاربة العالم يتساءلون عن سبب إقصائهم من المشاركة في الإنتخابات الجماعية

زنقة 20 . متابعة

بقلم : ادريس عطياوي. عضو المجلس الوطني لـ’البام’، الجالية المغربية ببلجيكا.

سؤال يطرحه مغاربة العالم في كل لحظة وبين الفينة والأخرى لا سيما أن الدستور الجديد ل 2011 نص بكل وضوح في الفصول 17و18و19 على حقوق المواطنة الكاملة التي من ضمنها حق المشاركة والترشح في الإنتخابات المحلية منها والجهوية والوطنية ؟؟ لهذا من وراء تعطيل هذا الحق الدستوري؟؟ هل هي حكومة العدالة والتنمية ؟؟؟ أم الأحزاب لمشاركة في تحالف الأغلبية , وأعني أحزاب الحركة الشعبية , والتقدم والإشتراكية , والتجمع الوطني للأحرار؟؟.

وهل هي أحزاب المعارضة البرلمانية المتمثلة في أحزاب الإستقلال والإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية والأصالة والمعاصرة والإتحاد الدستوري ؟ أم المؤسسات السيادية الأمنية المرتبطة مباشرة بالمؤسسة الملكية ؟ بدعوى أن الحركات الإسلامية وبالخصوص جماعة العدل والإحسان مسيطرة على النسيج الإجتماعي لأفراد الجالية المغربية بالخارج ؟.

الخطاب الملكي التاريخي لسنة 2005 كان بكل المقاييس ثورة فكرية وسياسية في المجال الحقوقي والسياسي فيما يخص المواطنة الكاملة لأفراد الجالية المغربية بالخارج …. خطاب وعد فيه صاحب الجلالة مغاربة العالم بالتمثيل السياسي في المؤسسات التشريعية المغربية وبإنتخابات مباشرة لممثلي الجالية ؟؟؟ لهذا يطرح السؤال من كان وراء تعطيل آليات الخطاب الملكي في التمثيل السياسي لمغاربة العالم ؟.

دستور 2011 حقق المواطنة الكاملة لأفراد الجالية المغربية , لكن حكومة ما بعد الربيع العربي لم تعمل لحد الآن على تنزيل قوانين تنظيمية لتأطير المشاركة السياسية في المؤسسات التشريعية المغربية أو تسهيل ولوج ممثلي أفراد الجالية المغربية في المؤسسات الإستشارية والحكامة الجيدة ؟؟ ياترى لماذا ؟؟؟ ولماذا هذا التجاهل المقصود لجالية يصل تعدادها ما يفوق 5 ملايين نسمة ؟.

وتعد مداخيلها السنوية بمثابة القطاع الأول للمملكة المغربية الذي يدر أرباحا دون أن تصرف عليه الدولة المغربية درهم واحد….!!! بخلاف قطاع السياحة المغربي التي تصرف عليه مؤسسات الدولة المغربية ميزانية ضخمة وتسثمر فيه ملايير الدراهم من أجل جني الأرباح السنوية .

الحكومة المغربية برئاسة الأستاذ عبد الإلاه بنكيران لم تقترح طوال السنوات الأربع من حكمها قوانين أمام البرلمان لتمكين مشاركة أوسع لأأفراد الجالية المغربية بالخارج في القرار السياسي المغربي ولاسيما في القضايا التي تخصهم .. لدرجة أن رئيس الحكومة الحالية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية قال في إحدى لقاءاته بباريس السنة الماضية بلغته المعهودة : لما يسهل الله …مغاربة العالم غا يشاركوا في الإنتخابات .

وماذا تعني فصول الدستور الجديد ؟ ولماذا لم تفعل لحد الآن …؟ لماذا هناك هوة شاسعة بين الخطابات الملكية وتصريحات مكوني الأغليبة الحكومية وخطابات الأحزاب السياسية المغربية فيما يخص قضايا الجالية المغربية بالخارج ..وحقوق المواطنة الكاملة ؟ لماذا ينتظر الفاعل السياسي المغربي سواء الموجود في الحكومة أو في المعارضة.

دائما التدخل الملكي للحسم في القضايا المصيرية للبلاد الداخلية منها والخارجية …؟ الأمين العام لمجلس الجالية د. عبد الله بوصوف ظل منذ ثلاث سنوات يطالب الحكومة المغربية برئاسة العدالة والتنمية وأحزاب المعارضة السياسية بالبرلمان المغربية بإخراج قوانين تنظيمية لتسهيل ولوج ممثلي مغاربة العالم لمجلس المستشارين كمرحلة أولى …كما هو الحال لممثلي النقابات المهنية والغرف الفلاحية والصناعية والتجارية المغربية .

وحث في العديد من الخرجات الإعلامية المرئية منها والمسموعة والمكتوبة الحكومة المغربية والمؤسسة التشريعية بنهج سياسة التدرج في تنزيل المشاركة السياسية لأفراد الجالية المغربية بالخارج في مختلف مؤسسات الدولة المغربية … وهذا ما جعل جلالة الملك محمد السادس حفظه الله في ذكرى عيد العرش المجيد يثني على خبرة مجلس الجالية في قضايا الجالية والهجرة …وهو يعد بمثابة ظهير ملكي شريف .

بوصوف: الحكومة والبرلمان يهمشاننا إذ لم يسبق لهما أن أحالا على مجلس الجالية أي قضية. مقتطف من حوار أجراه الامين العام بالنيابة السيد عبد الله بوصوف مع جريدة المساء ، يشكو فيه تهميش الحكومة والبرلمان للمجلس …… السؤال المطروح لماذا الحكومة المغربية وأحزاب المعارضة البرلمانية بعيدين كل البعد عن هموم وقضايا الجالية المغربية بالخارج …؟.

لهذا يجب دعوة الناشطين والفاعلين من أفراد الجالية المغربية بالخارج الموجودين في كل دول العالم التفكير بجدية في عقد مؤتمر تأسيسي بالمغرب أو خارجه للإعلان عن ميلاد حزب سياسي يمثل مغاربة العالم بأرض الوطن ويشارك في الإستحقاقات الإنتخابية المقبلة … لأنه جل الأحزاب السياسية المغربية بمختلف توجهاتها طوال هذه العقود لم تعمل على تأطير الوعي السياسي لدى مغاربة العالم …ولم تسعى على حماية مصالح أفراد الجالية المغربية بالخارج والدفاع عن قضاياها بدول المهجر … وصدق قول الشاعر العربي حين ..نعيب زماننا والعيب فينا…وما لزماننا عيب سوانا .

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد