حقوق المستهلك: عبيابة نطق كُفراً و على وزارة الصحة طمأنة المغاربة حول مياه سيدي حرازم !

زنقة 20 | الرباط

في خضم الجدل الدائر ، حول فضيحة تلوث ماء سيدي حرازم ، و التي كشفتها جمعية لحماية المستهلك ، طرحت رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين ، سؤال “ماذا لو لم تكشف جمعية المستهلك بمراكش مستور مياه سيدي حرازم؟”.

و أضافت الجمعية ، متسائلةً : ” كيف لم تنتبه الشركة المعنية لهذا الخلل إلا بعد إثارته من طرف الرأي العام، ” مضيفةً أنه ” سلوك معتاد من طرف عدد من الوحدات المنتجة التي لا تريد أن تتكبد الخسارة ، ولذلك تظل تلتزم الصمت عندما تتعرض لمشكل من هذا النوع، كما تلجأ إلى التمويه أحيانا في عديد من الحالات المماثلة على صعيد الكثير من مواد الإنتاج التي لا تكشتف حقيقتها بعد النزول إلى السوق إلا من طرف المستهلك الأعزل الذي يهتدي بحاسته السادسة إلى وجود خطر ما يهدده، أو بسبب تعرضه لضرر ولكن بعد فوات الأوان”.

و عادت لتتسائل : ” هل يعقل أن تظل هذه العينة من الماء المعدني رائجة في السوق لمدة ثلاثة أشهر دون أن تلتفت إليها الشركة المعنية إلا بعد إثارة الخبر من طرف جمعية فتية لا تمتلك إلا غيرتها وإخلاصها لمبادئها في الدفاع عن المستهلك وصحته وسلامته .. فماذا لو لم تهتد الجمعية إلى هذا الحقيقة المرة بعد توصلها بشكاوي المواطنين ..؟”

و سجلت الجمعية “التباين الملحوظ حول نوعية القنينات المثيرة للجدل، ففي الوقت الذي يشير بلاغ الجمعية المذكورة إلى القنينات من فئة 1.50 لتر التي يعود إنتاجها إلى غشت 2019 ، يشير بلاغ الشركة إلى عينة أخرى تتعلق بقنينة 0.50 لتر فقط ..مما يطرح التساؤل عن مدى الانتهاء كليا من هذا الملف بالشكل الذي يمكن الاطمئنان من خلاله على سلامة المواطنين بعد التأكد من خلو مجمل منتوج الشركة من الخلل..؟”.

و أضافت أن “المشكل الذي يثار دائما، هو دور الجهات المكلفة بالمراقبة، والتي لا تتحرك ولا تقوم بالتدخل إلا بعد انفجار هذا النوع من المشاكل وفوات الأوان، وبعد إلحاق الضرر بفئات المستهلكين الذين يذهبون ضحية عدم المعرفة. وغالبا ما تجهل الأعراض المترتبة عن تناول واستهلاك مواد غير صالحة للاستهلاك لمدة معينة”.

مذكرةً بـ”عدد من المواد المتداولة في السوق الوطنية التي كانت موضع تساؤل من طرف الرأي العام من أجل الاطمئنان إلى سلامتها وصلاحيتها للاستهلاك ، مثل بعض الأدوية، وصنف من حليب الأطفال، ونوع من المصبرات، والشاي،.. وذلك في الوقت الذي يظل المستهلك المغربي يتعامل معها بشكل طبيعي، حتى يفاجأ بصدور قرار الأمر بجمعها من السوق بعد اكتشاف ضررها – ولكن ليس محليا- بل في دول المنشأ، ومن طرف مؤسسات أجنبية وليس من طرف أجهزة المراقبة الوطنية التي تكون آخر من يعلم وفي غالب الأحيان تلتزم الصمت أو تدرج ذلك في خانة الإشاعات، كما فعل الناطق الرسمي الجديد باسم الحكومة الذي ينطبق عليه المثل القائل” سكت دهرا ونطق كفرا”.

و أشارت إلى أنه ” بمجرد أن طرح عليه سؤال في الموضوع عقب انعقاد المجلس الحكومي، نطق معبرا عن موقفه المسبق مما أثير من طرف الجمعية المغربية لحقوق المستهلك معتبرا ذلك مجرد إشاعات، علما أن الجمعية لم تنطلق من فراغ ، وإنما من معطيات وقرائن جعلت الشركة المعنية تعترف وتتدخل لإجراء التحقيق، ثم تقوم بجمع البضاعة المشكوك فيها من السوق ..فما الذي جعل الناطق الرسمي يتشبث بلغة الخشب ويعلن عن موقف نشاز يسئ إلى الحكومة نفسها ..؟”.

الجمعية دعت “الجهات المسؤولة إلى تتبع سلسلة إنتاج كل العينات التي تسوقها الشركة المعنية لإبعاد الشكوك نهائيا وإعادة الثقة إلى نفوس المتعاملين مع منتوج هذه المؤسسة التي ندعوها إلى أخذ العبرة من هذه الحادثة التي لا يجب أن تتكرر، مما يفرض عدم الاستكانة والتهاون في المراقبة وتجديد الآليات عندما يقتضي الأمر ذلك ، مع اعتماد الصرامة في إجراء التحاليل المستمرة على عينات الماء وعبر كل محطات الإنتاج بهدف تجويد المنتوج”.

“هذا على مستوى المراقبة الذاتية للشركة. أما بالنسبة للمصالح الإدارية المكلفة بالمراقبة، فإنه يجب أن يكون لها حضور مستمر وقرب من وحدات الإنتاج من أجل تتبع نشاطها في أدق تفاصيله فيما يخص تتبع معايير السلامة والجودة ..وهو ما يفرض عدم الاقتصار على العنصر البشري، بل يجب أن يمتد الأمر إلى ضرورة اعتماد وسائل أخرى متطورة في المراقبة مثل إلزام وحدات الإنتاج بتثبيت كاميرات المراقبة الدقيقة داخل الفضاءات المخصصة للإنتاج والتي يجب أن تكون موصولة بمراكز المكتب الوطني للسلامة الغذائية، وبمصلحة تابعة لوزارة الصحة في مختلف الجهات من أجل القيام بدور المراقبة عن بعد” تقول الجمعية.

كما دعت ” وزارة الصحة إلى الخروج عن الصمت وإخبار الرأي العام بكل الحقائق المرتبطة بهذا الحادث الذي لا نريد له أن يتكرر على أي مستوى آخر”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد